بقلم / ابو مرتضى
***************
التحقيق في اللغة :
لفظة التحقيق جاءت مصدراً من الفعل
" حقق يحقق تحقيقاً " وأصل مادته الفعل المضعف العيــن (حقّ ) ، وقد تولدت
عنه معان عديدة يرى ابن فارس أنها تدور حول إحكام الشيء وصحته...
قال صاحب اللسان : " حقَّ الأمرُ يَحِقُّ
ويَحُقُّ حقاً وحقوقاً :صار حقاً وثَبَتَ ، وحَقّه وأحقّه: أثبته وصار عنده حقاً لا
يُشك فيه ، وحَقَّهُ وحَقَّقَهُ :صَدَّقَهُ ، وحَقَّقَ الرَّجُلُ إذا قال : هذا عام
الشيءُ هو الحقُّ ؛ كقولك :صَدَّقَ ، وأحقَقْتُ الأمرَ إحقاقاً : إذا أحكمتُه وصحّحتُه
" .
تاريخ الأمم بصورة عامة وتاريخ الأمة الإسلامية
بصورة اخص يحكي لنا بعض الأمور التي تنم في بعض الأحيان عن ضعف الناقل لهذه الأسطورة
أو تلك الواقعة أو حكاية ما , ومن يقرا في التاريخ بلا عناية يجد بعض
الحقائق المؤلمة التي في بعض الأحيان نقف عندها ولكن هيبة اسم المؤلف أو عظمته لا تجعلنا
في شك أو ريب فيمشي الحال بدون أي حدوث مشكلة , ويجعلنا نتجاوز الأمر الذي استوقفنا .
فتاريخنا الإسلامي مليء بكوارث ومصائب يندى
لها الجبين ونجد في بعض الأحيان ألقاب تلصق بشخصيات مرموقة من قبيل اسم المرجع الأوحد
أو العلامة الكبير أو شيخ المحققين أو الأسطورة الخرافية وتسميات نحن من صنعها وهي
ألقاب من وضع البشر في وقت لا يوجد بديل لهذه الشخصية التي اتصفت باللقب الفلاني .
فنجد أن التاريخ يتعرض لبعض تلك الشخصيات
الإسلامية ومثال بسيط " شخصية المختار الثقفي " هذه الشخصية التي أصبحت كالبعبع
لا احد يعطي رأيه الشخصي الحقيقي لأنه يعتبر ((حمال أوجه )) يعني تارة يكون المؤمن
الحقيقي الذي اخذ بثأر الحسين عليه السلام وأخرى يكون سافك الدماء القاتل العشوائي
وهذه الآراء تجدها لنفس شخصية المختار والأمَر
من ذلك إن بعبع المختار قد حلق لسماء القرن الواحد والعشرين فتجد نفس المعاناة التي
قرأتها في سنة 1900 أو 1920 وغيرها من السنين فبعبع التاريخ بقي مسيطرا على النفوس
ولم اقصد في موضوعي هذا قضية المختار فقط
وحصرا وإنما جاء مثال فقصدت إن بعبع التاريخ المخيف بصورة
عامة لقضية إلهية واحدة فَلِمَ سمة الخوف مسيطرة على بعض النفوس من الألقاب التي ذكرت
؟ ولماذا البعض لا يحمل الشجاعة فيشهد لعدوه
إن كان العدو يحمل صفات غير متوفرة فيه وبأصحابه ؟ .
والتاريخ فيه مواقف صعبة ومرة وغصة تلو
الغصة التي يندى لها الجبين فبعبع التاريخ عشعش في نفوس الألقاب وسيطر على عقولهم مع
شديد الأسف ولكن لا يبقى الوضع كما هو عليه فلابد من
وجود أناس لا يخافون في الله لومة لائم ,فالحقيقة وان كانت مرة وان كانت مؤلمة لابد من أن تتبين ...
فنجد سماحة السيد الصرخي الحسني "دام
ظله " المحقق البارع قد انصف نفسه من الحقيقة ولم
يهادن أو يحقق في التاريخ عبر مصلحة شخصية أو مكانة دنيوية بل من اجل الوقوف والوقوع
على الحقائق فالإسلام دين الحق , فتراه "دام ظله " عندما يقف على الروايات يبقرها بقرا ويحقق
فيها تحقيقا لا مجرد سرد روائي ممل .
وهذا ليس إطراء بقدر ما هو إنصاف لأهل العلم
والعلماء محاضرة قيمة مليئة بالعبر يتحدث عبرها السيد الصرخي الحسني "دام ظله
" تحت عنوان بحث عقائدي تاريخي ينتفض
فيها مرة ومرات أخر للعلم والعلماء وللحق والحقيقة فهو كما ذكرت سابقا لا يخاف ولا
يهاب احد .
رجال عشقوا العلم فكانوا منارا للتائهين
وشمعة للطالبين وشمس بين الخافقين ...
المحاضرة عبر الرابط التالي :-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق