بقلم /هيام الكناني
*****************
إن وجود الإسلام ليس فقط من أجل الحكم والقيادة
ولكن يسعى وبكل ما أوتي من قوة أن يقود المجتمع
بالمنهج الصحيح وان البعض من الأشخاص ممن ينتسبون للإسلام يعتقدون بأن الشعوب بلا ذاكرة
تاريخية، ولذا نجد من هؤلاء يفتقدون روح النقد الذاتي لأنفسهم، ولذا يتحولون من موقع
إلى آخر، ويسلكون سبلا متناقضة، بل قد يقعون في مصائب أخلاقية قد تكون قاتلة ولأجل
هذا نجد الشعوب تقف من هؤلاء موقف الريبة والشك، ومن هنا كانت مسألة إلقاء سلسة محاضرات
السيد الصرخي الحسني (تحليل موضوعي في العقائد
والتاريخ الإسلامي) .
فالساحة ليست خاصة بعاشق العلم وإنما لأي
معطاء أراد الإغداق علينا بما استفاد ,لذا
فقد شرع السيد الصرخي الحسني في التوضيح السلس البين في عقيدة المختار وفق رأي بعض العلماء الأعلام أمثال
السيد الخوئي والسيد الصدر الثاني قدست أسرارهما وما تضمنت حياته من أحداث ووقائع مستدلا
بروايات مسندة وموثقة بعيدة عن التحريف الذي أصاب التاريخ الإسلامي والذي تجده في بعض
المؤرخين ولعل من الطبيعي أن تصاغ هذه الأكاذيب في روايات مسندة ، لتدخل التاريخ بوجه
مشروع حين يكون منهج المؤرخ هو جمع الأخبار، دون التحقيق والتمحيص فيها، أو بوجه غير
مشروع حين تلتقي مع هوى المؤرخ، أو تعينه على نصرة الاتجاه الذي يميل إليه، أو التنكيل
بالاتجاه الذي يميل عنه.
يستخرج الحقيقة من وسط الأحداث الغامضة"
ويقول " يجب ألا ينفر المؤرخ من غموض العالم المتغيرة , بل عليه أن يتعلم كيف
يرتاد الظلام , وأن يرى الواقع من خلال الأحداث الغامضة " فالدقة والأمانة العلمية والتدبر في أمهات الكتب أمثال بحار الأنوار مطلوبة,فليست
هي سرد قصة أو صحيفة يومية,بل التمعن والتركيز هي السمة التي يجب أن يتحلى بها المحقق,
فهذا السيد الصرخي الحسني يبحث ويدقق ويكشف الملابسات التي تطرأ في الشارع اليوم ومنها قضية المختار الثقفي ومناقشتها وفق أراء العلماء
ومن ثَم الولوج في دحض بعض الأفكار الخاطئة وتصحيحها وفق ضابطة العلم , ثم ذكر سماحة
السيد الصرخي عددا من الروايات التي تشير إلى ما فعله المختار وقادته مع قتلة الإمام
الحسين (عليه السلام ) من قتل وحرق وتجريد الثياب ورمي بالسهام ومن تهديم البيوت ومن
رمي الآخرين وسط الدهن المغلي حتى يتفسخ.
بعد ذلك ناقش سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله
بعض أراء السيد الصدر الثاني ( قدس سره ) والتي ذكرها في كتابه ( شذرات من فلسفة تاريخ
ثورة الإمام الحسين عليه السلام ) وتحت عنوان إخلاص المختار حيث أن السيد الصدر ينفي
الكيسانية مطلقاً ويعتبرها نبز الأعداء ضد مذهب الأمامية ، لافتاً سماحة السيد الصرخي
أن السيد الصدر أو من حقق الكتاب قد ذكر ثلاث مصادر من المصادر الشيعية في الهامش تشير
إلى وجود مذهب الكيسانية ، فكيف سماحة السيد الصدر قدس سره ينفي وجود الكيسانية ؟!.
بعدها ناقش سماحة السيد الحسني صاحب البحار
بخصوص ما نقله عن قضية المختار حيث يشير السيد الصرخي الحسني إلى أن الشيخ المجلسي
(قدس سره ) بعد أن يعطي رأيه بفضل المختار وثورته وانه جرت على يديه الخيرات الكثيرة
يقول " ..وأنا في شأنه من المتوقفين .." " فكيف يعطي الرأي بفضله ثم
يتوقف في شأنه ؟؟ ، ثم يعطي السيد الصرخي الحسني توجيها لكلام الشيخ المجلسي .
كما تطرق سماحته دام ظله إلى ما ذكره ابن
نما الحلي بخصوص المختار وثورته وأخذه للثأر ، معتبراً أن كلام ابن نما الحلي هو رد
على نفي السيد الصدر قدس سره للكيسانية حيث يقول الحلي " وما زال السلف يتباعدون
عن زيارته .. وينسبوه إلى القول بإمامة محمد بن الحنفية ..." ، فها هو السلف قد
تباعد عن المختار وعن نشر فضائله ، وها هو السلف قد نسب المختار إلى مذهب الكيسانية
والذي يؤمن بإمامة محمد بن الحنفية .
يذكر أن شخصية المختار من الشخصيات التاريخية
التي كثر في الكلام بين المؤيد والرافض وهل أن عقيدته صالحة أو فاسدة وهل أن ثورته
ضمن الأطر الشرعية أو مخالفة لها .
وفقكم الله تعالى لنشر تعاليم اسلامنا الحنيف
ردحذفموفقين ان شاء الله العلي القدير
ردحذفعجيب كلام السيد الصدر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ردحذفمحاضرات قيمة ودقيقة الموضوعية في البحث وهذه هي قوة دلالة الملكة العلمية والدقة في استدلال السيد الحسني
ردحذف