الأربعاء، 29 يناير 2014

نعمة العقل في التميز الحقيقي بين الحق والباطل كما بينها المرجع الصرخي


بقلم / أبو زهراء

إن من أهم النعم والفضائل الغير متناهية التي مَنَ  الله سبحانه وتعالى بها على البشر هي نعمة العقل والتي تعد من أفضل النعم وأكرمها , لأننا من خلال العقل نميز بين الأشياء وندرك به المحسوسات وغيرها وبه نعرف الخير والشر وبه نتبع الحق وننكر الباطل  , ولكن هذا إذا استغل العقل بالصورة الصحيحة و الجوهرية التي أرادها الله  ( لان الله بالعقل يثيب وبه يعاقب ) فعلى المخلوق البسيط أي الإنسان يعرف القيمة الحقيقية لنعمة العقل التي لا تقاس بأي شيء مادي وغيره وعليه أن يشكر الله سبحانه وتعالى على تلك الفضيلة والخاصية التي ميزه الله سبحانه وتعالى عن جميع مخلوقاته بها .
 وان يجهد نفسه بالشكر لله وحده وان بهذه النعمة يميز الطريق الصواب الذي فيه خلاص النفس من الرين والضلالة وعمى البصيرة , ويكون في خط المتقين وعلى منهج الحق ويدرك حقائق الأمور وقد أوضح سماحة المرجع الصرخي (دام ظله)هذا المعنى في بحثه القيم من (السلسة الذهبية في المسيرة المهدوية )(الاستعداد لنصرة الإمام المعصوم (عليه السلام)) ..
(.....بعد أن عرفنا نعم الله علينا وتفضله لتشريفنا بالعقل وميزنا به عن البهائم فالواجب ان نشكر نعم الله علينا وان نستعمل العقل ونستغله فيما وضع له من التميز بين الحق والباطل ومن الواضح إننا لا نريد بالتميز مجرد التميز الذهني الفارغ من التأثير على النفس ومشاعرها فان مثل هذا التميز لا نتصور فيه ترتب الثواب أو حصول العقاب عليه أو على عدمه بل المراد التميز الذي يدخل إلى أعماق النفس والذي يحرك فيها حرارة العاطفة والمشاعر تحريكا يدفع إلى السلوك المتناسب مع المفهوم الحق الذي أدركه العقل وذلك التميز للعقل فينحصر بين مرتبتين : 1-     يتصاعد مستوى التميز عند الإنسان حتى تصبح الحقائق  التي يدركها الكثيرون إدراكا ذهنيا مجردا تصبح أمامه مشاهد حية  تحرك فيه المشاعر والأحاسيس وتثير عنده دوافع العمل والعبادة فيصل إلى مستوى الذي وصفه أمير المؤمنين (عليه السلام) للمتقين ....وهو قوله عليه السلام(فهم والجنة وكمن  قد رآها فهم فيها منعمون وهم والنار وكمن قد رآها فهم فيها معذبون ) ,2-    أن يتنازل ويتسافل مستوى التميز عند عقل الإنسان حتى يصل إلى الضمور التام للعقل والظلام الدامس للقلب حتى يصل إلى مستوى الأدنى الذي لا يميز بين الحق والباطل بل يرى الحق باطلا والباطل حقا فيتحقق الذل والعمى والانقياد وراء الأفكار المنحرفة والغرائز الشهوية والعصبية  للكلب والخنزير  فيحصل الرين والطبع على القلب ويشير الى هذا قوله تعالى (انا جعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه) وقوله تعالى (انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)...)
رابط كتاب (الاستعداد لنصرة الامام المعصوم (عليه السلام)

هناك تعليق واحد:

  1. المرجع الديني السيد الصرخي الحسني مواقفه الشجاعة اصبحت معروفة للصديق والعدو فهي مواقف لم ترضخ او تركن للاحتلال ومشاريعه ولم تهادن اذناب الشرك والنفاق بل انبرت بياناته عن علم ودراية وفهم واسع لمنهج اهل البيت عليهم السلام وخطهم الواضح في رفض الظلم والحيف واتخاذ العلم الوسيلة الاساسية ضد الجهل واهله وضد كيد الكائدين لما انتشر في زماننا هذا مدعوا القيادة الدينية بلا دليل علمي او شرعي

    ردحذف