الأحد، 17 نوفمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء والتشخيص الواقعي لأهداف الطف

 تذكر بعض الروايات إن عدداً كبيراً من المسلمين يُقدر بالسبعة آلاف  كان يرافق الإمام الحسين " عليه السلام  " عند خروجه من المدينة , ولكن هذا العدد بدأ بالتناقص مع مرور الوقت , حتى لم يبقى مع الإمام سوى السبعين ونيف في يوم عاشوراء .
    فهل تلك الحالة غريبة أم إنها طبيعية في ظروف ذلك الزمان ؟ وما الذي يمكن أن تعكسه تلك الحالة ؟
إن وجود هذا العدد القليل حول سبط النبي الأكرم وسيد شباب أهل الجنة وخامس أصحاب الكساء وزعيم آل بيت النبي   في الأمة الإسلامية المترامية الأطراف يقدم أوضح الأدلة والبراهين على الانتكاسة التي كان يمر بها الدين الإسلامي آنذاك . فطريق الإمام الحسين  " عليه السلام  " إنما يمثل طريق الحق كونه سيد شاب أهل الجنة بنص حديث النبي الأكرم وباتفاق جميع مذاهب المسلمين . وعندما يتخلى عن هذا الطريق ملايين المسلمين ويسير عليه هذا العدد القليل يظهر الدليل الواضح على مدى الانحراف الذي أصاب الأمة , كما وتظهر الحاجة الملحة لاستعادة الناس إلى طريق الحق , وهنا كان لا بُد  من صعقة كهربائية شديدة تعيد الحياة إلى ذلك الجسم المشرف على الهلاك . فكانت ثورة التضحية والفداء والإيثار لهذا الإمام المدّخر من الله لمثل هذه المهمة العظيمة في إحياء هذا الدين .
والمفارقة الغير عجيبة أن الناس كانوا على يقين بالحق الذي يمثله الإمام الحسين " عليه السلام  " ولكنهم قاتلوا مع الباطل وساندوه وحاربوا الحق وخذلوه كونهم كانوا عبيد الدنيا وليسوا عبيد الله  وقد تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسكتوا عن الفساد وتخلوا عن الإصلاح, وابلغ وصف لهذه الحالة كان على لسان الفرزدق حين وصف الناس للإمام الحسين " عليه السلام  " بقوله (أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بني أمية ) واليوم نقول هل يمكن أن نكون من الذين قلوبهم مع الحسين وسيوفهم ضده ؟  هنا شخّصت  المرجعية العليا في كربلاء المقدسة لسماحة  السيد الصرخي الحسني في بيانه  " محطات في مسير كربلاء  "  هذا  بقوله :
(ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين " عليه السلام  " وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ،انه الإصلاح ) وقال سماحته  أيضا :
 (ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار ((عليهم السلام)) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين ).
http://www.al-hasany.net

هناك 11 تعليقًا:

  1. إنّ الوفاء الحقيقي للحسين (عليه السّلام) يكون بالتمسّك بالمبادئ التي اجتزّ رأسه في سبيلها . الوفاء للحسين (عليه السّلام) بالسير على نهجه ونهج أصحابه في الوقوف في وجه الطغيان , ودرء الظلم عن الناس ، بغض النظر عن (موازين القوى) . الوفاء للحسين (عليه السّلام) باستشعار بذله للغالي والنفيس من نفس ومال , وعدم القبول بالذلة حين صرخ صرخةً صادقة معبرة : (( هيهات منّا الذلة ! )) .

    ردحذف
  2. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  3. بنظرة بسيطة وخاطفة على تاريخ وسيرة مرجعية السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يتبين لنا وبصورة قطعية لا يشوبها أدنا شك إن سماحته " دام ظله " بفكره المتين شكل درع وسور حصين لكل العراقيين فهنيئا لنا بهذا السور وهذا العالم الجليل الرباني وهنيئا لمن سار وتمسك به وبنهجه المحمدي الحسيني الرسالي ....

    ردحذف
  4. اللطم والدموع فحسب على الحسين (ع) لا تمثل وفاءً للحسين ولثورته ولنهجهه , فعندما خاطبت السيدة زينب (ع) عمر بن سعد قائلةً " أيُقتل ابو عبد الله وانت تنظر " يقولون انه صدّ بوجهه عنها ودموعه تكبب على لحيته . لذا فالوفاء الحقيقي للحسين (ع) وثورثه يكون بالسير على نهجهه بعد فهمه وهذا ما أكّده السيد الصرخي الحسني

    ردحذف
  5. ان اهل الباطل لم يكتفي بخداع السواد الاعظم من الناس بل استغل اسم الحسين عليه السلام وثورته العظمية ...للسرقة ...للكذب... للخداع ....للنفاق ....للطائفية.....لهذا
    نجد ان سماحة المرجع الديني الاعلى السيد الحسني دام ظله قد تصدى في
    في بيان رقم 69 (( محطات في مسير كربلاء )) لايضاح الهدف والثورة الحسينية ولو باليسير قدر الامكان
    حيث بين كيفية الارتباط بالامام الحسين ع ارتباطا فكريا وبين الارتباط بالامام الحسين ع ارتباط عادة وليس عن وعي وكذلك اننا هل نحن حسينيون باننا نرفض الظلم بكل اشكاله ...واننا لانكون للظالم عونا وللمظلوما خصما ...مع اننا حسينيون باللطم والزنجيل

    ردحذف
  6. ان من الاهداف الرئيسية لواقعة الطف هي تحريك الضمير الانساني نحو التحرر من قيود العبودية والانتفاض لكرامة الانسان وعدم الاستخفاف بحقوقه , هذا ما تعلمناه من مرجعنا السيد الصرخي الحسني الذي ار ويسير على ذات الطريق .

    ردحذف
  7. ان مواجهة الانحرافات يتطلب الشجاعة والتضحية والصمود والاباء الذي تحلى به الامام الحسين عليه السلام , فأن الاهداف والغايات السامية التي كانت وراء خروجه سلام الله عليه هي الدفاع عن كرامة الانسان وارجاع الحقوق الى اهلها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    ردحذف
  8. الاصلاح في امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الغاية النبيلة التي خرج من أجلها امامنا الحسين (عليه السلام) والتي لا بد ان تكون هي الضابطة والمقياس الحقيقي لمعرفة المؤمن في هذا الزمان .

    ردحذف
  9. انتهاج طريق المرجعية الدينية العاملة هو انتهاج لدرب الامام الحسين عليه السلام وتحقيق لما يريده الامام الحسين عليه السلام .

    ردحذف
  10. اذا رايت نفسك تكره الظالم ولا تسكت امام مطالبت بالحقوق فانت حسينيا والا فراجع نفسك لكونك اصبحت يزيدا

    ردحذف
  11. ثورة الحسين عليه السلام
    هي النبض والحياة لكل ثورة حق
    وكل كلمة حق تصدر من مظلوم ومستضعف
    وهي سيف بوجه كل طاغية وظالم
    وهي الانيس لكل حزين ومكروب
    وهي الاسوة لكل معذب ومظطهد ومظلوم
    **********
    (( من اقوال السيد الحسني الصرخي دام ظله في الامام الحسين عليه السلام ))

    ردحذف