الاثنين، 11 نوفمبر 2013

أخلاقية الطف الحسينية في منظور السيد الصرخي الحسني


بقلم قاسم الجليحي
***************
الكثير من المفاهيم التي طُرحت في مسألة معركة الطف وأسبابها وتعليل هذه الأسباب من جهة عاطفية جعلتها تدور في محور المظلومية لآل البيت عليهم السلام من خلال معطيات السلك العسكري غير المتكافئ  " عدة وعدد "  وهذا ما طغى على هذه الواقعة , واقعة الألم والحسرة عند بعض من يعتقد بهذا المفهوم , وان كان هذا المفهوم واقعا يمكن أن يختزل حقيقة النصرة ومن كان يدعيها كذبا بالإسلام والموالاة لآل الرسول (صلوات الله عليهم أجمعين ) ويضعهم في خانة المتخاذلين النادمين , وهذا ما رأيناه قد وقع بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) بفترة وجيزة بثورة التوابين .
 لكن الأمر الذي ابتعدت عنه أقلام المؤرخين  "سهوا أو عمدا " لسبب استغلالي أو سبب مبهم مجهول يراد به غايات ومآرب لا نعلمها عندما نقلت هذه الواقعة , وهو إن سادات قريش وفطاحلهم ومن كان يعول عليه دين المسلمين والرجوع إليهم قد خذلوا الحسين وهم يعرفونه حق معرفته بأنه إمام معصوم مفترض الطاعة لا يمكن أن ينصح أو يرفض طلبه قد تركوه بين " ركزت الموت أو مبايعة  يزيد بن معاوية "  واتجهوا إلى أخلاقية  هزيمة الذات الداخلية , وحتى من اقرب الناس إليه قد تركوه معللين التقهقر والخذلان ( اترك هذا الأمر وخف على عيالك من بطش يزيد) وبعدها استغلوا ثورة الحسين لمصالحهم...!؟ .
لاحول ولاقوة إلابالله كلام يعبر عن حقيقة الانهزامية لهؤلاء الذين نعظمهم إلى الآن ونتوسدهم تيجان فوق الرؤوس ونتعبدهم , خذلوا الحسين في أحوج واخطر فترة مرت على دين محمد  , من انتشار المنكر والخوف من إظهار المعروف حتى غدا الإسلام غريبا لا يحمل من ادعى سادات الإسلام...!؟ , الغرض من هذا الكلام لا نريد الإسهاب والسير عميقا في حقيقة الطف وأخلاقيتها التي زرعت مفهوم ومعنى التحرر وما نراه الآن من هذه الادعاءات الفارغة للبعض ممن يدعي التشيع والموالاة للحسين والسير على ثورته,وإنما نريد أن نبين المفهوم الحقيقي من منظور علمي أخلاقي لمن وعى الحقيقة الحسينية بكل معانيها وتفرعاتها وما هي غاياتها المنشودة التي أرست الواقعة الحقيقية لمعنى التضحية في سبيل المبدأ السامي للإسلام من ثلة ارتوت من رحيق النبوة والرسالة.
 الكثير من قال وعبر عن هذه الواقعة لكن اختزلها بنوع من التمرد على حقيقتها وذاتها وأهدافها المستقبلية وقفز إلى تسويفها في معابر القصص والأساطير وصهر الثوابت حتى أصبحت كرنفال سنوي أو عيد من الأعياد ...! لم يصل هؤلاء مرتزقة الثورة الحسينية ولعُاقها وانتهازييها إلى عمق ما احتوت عليه فكرة الشهادة في تلك الفترة حتى وصلت إلى قلم السيد الأستاذ آية الله العظمى الصرخي الحسني " دام ظله " فوضع النقاط ورفع المبهم من ثورة الطف وما التصقت بها من خرافات وبدع لانتهازية المدعين وما ستحوي جلابيبهم تضليلا للعوام حتى وضع الركيزة الصلبة في انتهاج الثورة الحسينية وخطاها الصحيح عندما قال في بيانه 69 (محطات في مسيرة كربلاء)
قال الإمام الحسين ((عليه السلام)) { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي (( صلى الله عليه وآله وسلم )) ،
أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ((عليهما السلام))،
فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،...}
والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟
ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟
أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟
إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ،
ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين
((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الإصلاح ، الإصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين ((عليهما الصلاة والسلام )).
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.          

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق