السبت، 30 نوفمبر 2013

السيد الصرخي الحسني .... أخلاق محمدية وإطلالات نورانية

 بقلم أبو زهراء
*************
القائد ودوره في تفاعل الأمة وانجذابها نحوه يكون من خلال الدور الحقيقي لذلك القائد وما يخلفه من اثر  في  نفوس أبناء الأمة وما ينهل عليهم من معطيات تجعل تلك الأمة في قمة الهرم وأعلى  مراتب الرقي في جميع الجوانب , لان ذلك القائد قد آثر على نفسه وكان هو المبادر أولا إلى الخير والصلاح .
وهذا النوع من القيادة الحقيقية والتي تعيش في وجدان الأحرار لم نراه إلا في بيت العصمة وأصحاب الرسالة آل محمد( عليه و عليهم أفضل الصلاة واشرف التسليم ) الذين خطوا  للأمم معنى القيادة الحقيقية التي يجب أن تقودها  ليس بلغة السياط والتجبر والتكبر وهتك الحرمات وإذلال المجتمع والعيش الرغيد لها , وجعل الأمة تتلوع من الجوع والحرمان والإهمال والتهميش .
 ونرى القيادة تعيش حياة الترف والزخارف والملذات(كما يعيشه شعب عراق اليوم الذي لاقى ما لاقى  من خوف وإرهاب وقتل وتهجير وظلم ورعب وإهمال وتردي في جمع الخدمات , ونرى المسؤول يعيش في الترف والرفاهية ونعيم الحياة من خدم وسياحة في الشرق والغرب وركوب السيارات المصفحة والسكن في القصور الفارهة .... الخ ).
أما من يمثل الحق وطريق آل بيت العصمة ( عليهم أفضل الصلاة واشرف التسليم ) فنرى انعكاس حقيقي وواقعي  لتلك القيادة وقد تجسد حقا وواقعيا بابن العراق البار وقائده الهمام سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دم ظله) حيث الإيثار والإخلاص والوفاء والصدق في القول والفعل والعلم والإبداع والسعي إلى تحقيق مجتمع متكامل من خلال الأخلاق التي يحملها والقيادة الحكيمة .
فنرى أخلاق الأئمة وجدهم الخاتم ( عليهم أفضل الصلاة واشرف التسليم ) قد تجسده في هذا الشخص العظيم فقد سطر للأمة موقف من نور فلا يمكن للعاقل أن ينسى مواقفه مع الأمة بكل محنها ولوعاتها , مواقفه من فراعنة هذا الزمان ومن كل منحرف وضال ومظل , وكذلك تفاعله مع الأمة من خلال اختلاطه وتفاعله وتعايشه معهم عندما جعل من برانية روضة لاستقبالهم ونشر ذراعيه لهم واحتضانهم .
مع إطلالاته المباركة لهم ومشاركته معهم في أفراحهم وأحزانهم في محافلهم ومؤتمراتهم ومشاركته الواقعية والمعنوية و تفاعله مع العيون الحارسة في سبيل الله ومشاركته في الحراسة , وكذلك انه يَعد بيديه الكريمة الطعام وبكل تواضع , هذا كله له الأثر البالغ في نفوس الأمة و يحقق الأهداف التي أتت من اجلها الرسالة المحمدية التي تريد الخير والصلاح والتكامل للأمة في جميع جوانب الحياة والعيش السليم من كل خطأ وسوء

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013

السيد الصرخي الحسني بارقة إنسانية نشأت في أحضان الرسالة الالهية

بقلم : صفاء العبيدي
 ........................
 لو تأملنا حياة النبي محمد وآله الأطهار عليه و عليهم أفضل الصلاة والسلام لاكتشفنا نقطة هامة وهي الجمع الذي امتازوا به ...
واعني بالجمع  بين هموم الأفراد والجماعات  فهم يسيرون إلى الله وأجسامهم في الأرض وأرواحهم معلقة بالملأ الأعلى ...
قادةٌ للمجتمع وهداةٌ للإنسانية فهم في قلب الحوادث وليسوا منزوين أو منفصلين عما يجري من حولهم فاهتمامهم ذو بعدين  فردي وجماعي ، ونجد رجالا قد ساروا على هذا النهج حتى انتهلوا من هذا المسار كلٌ حسب طاقته وما تتحمله نفوسهم وأرواحهم فغايتهم كانت هموم الكل لا الانزواء والعزلة وهو توثيق الصلة بالمجتمع ، وهناك أيضا الذين لم يصلوا لهذه المرحلة ولم تستطع نفوسهم الارتقاء إلى ذلك فظلوا في منتصف الطريق ، ظلوا في إطار فرديتهم ولم ينتقلوا إلى مرحلة حمل هموم المجتمع والآخرين ..
وانك لتجد الأنموذج الجلي هو سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني  "دام ظله الشريف " الذي تحققت فيه هذه الصفات  وانتهل من هذا المسار اللألهي المحمدي الأصيل   ..

توأمة الإصلاح في الحركة الحسينية والمهدوية


بقلم / سر الإمامة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أرست ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) بما تضمنته من تضحيات جسام، القواعد الأساسية لدولة العدل الإلهية وشيدت بنائها النظري والمعنوي في أذهان الناس وقلوبهم ويبقى التكميل والتجديد والتشييد الخارجي للبناء والذي يمثل التطبيق للقانون الإلهي الذي ينص عليه قوله تعالى: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) منوط بخروج الإمام الحجة في آخر الزمان ليقيم اعوجاج الحق وينهض بالمسؤولية الإلهية ويطبقها بحذافيرها، هكذا شاءت الأقدار الإلهية من ظهور الحق واستعلاء كلمة الله تعالى على سائر العناوين المنحرفة عن جادة الصواب والتشريع الإلهي.
تشير الأدلة العقلية والنقلية إلى إن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) هو الذي يجني الثمار النهائية لثورة الحسين ونهضته من تحقيق الأهداف الإلهية في ظل إقامة الدولة الإسلامية العالمية، التي تؤصل إلى إن العاقبة لأهل التقوى والإيمان والفضيلة والخسران دائما وأبدا لأهل الغدر والرذيلة والعصيان.
ولعل أبرز من تناول أبعاد هذه القضية ( ارتباط الثورة المهدوية بالثورة الحسينية ) هو سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " حيث وضح وأعطى كل الأبعاد التي تلتقي وتتحد فيها الثورتين العظيمتين وذلك في كتاب ( الثورة الحسيني والدولة المهدوية ) فقد ذكر سماحته " دام ظله " :  
{... قد تصدى الشارع المقدس وفي مناسبات عديدة وبصور مختلفة لإبراز ذلك المعنى وبيان الارتباط الوثيق بين الثورة الحسينية والدولة المهدوية ودولتها العالمية، وكأن الثورة الحسينية تمثل الحركة التمهيدية والأسس الرئيسية الثابتة للثورة المهدوية أي إن غايتها وهدفها الثورة المهدوية التي ترفع بشكل مباشر رايات المطالبة بثارات الحسين عليه السلام ومن قتل معه من الأهل والأصحاب، وما انتظار الفرج إلا لصقل النفوس وتهذيبها للخروج مع الإمام المنتظر لتحقيق تلك الغاية العظمى التي ضحى من أجلها جميع الأنبياء والمرسلين والأوصياء والصديقين، بيد إن حركة الإصلاح الإلهي أخذت رونقا أزهى وصفاء أبهى بثورة وحركة الحسين الخالدة.
نجد إن الشارع المقدس أعطى خصوصية لكربلاء كثورة وكبلد في فكر الإمام المهدي (عليه السلام) وسلوكه (عليه السلام)، حيث إن كربلاء اشرف من بيت الله وان زوار الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة لهم أفضلية على الحجيج الواقفين في جبل عرفات وإن في تربته الشفاء وتحت قبته استجابة الدعاء وفي ذريته الأئمة النجباء، وغيرها من الخصوصيات المعنوية والروحية والمادية والتي تؤكد مركزية كربلاء والثورة الحسينية ومحوريتها في ثورة الإمام المهدي(عليه السلام) ودولته والتي تبين وتثبت كذلك الامتداد التاريخي الزماني والمكاني والعمقي التي تضرب في أوساطها جذور الثورة الإصلاحية الطامحة وتوصلها بالثورة التغييرية الواعدة.
والإيمان بالمهدي عجل الله تعالى فرجه هو كالإيمان بالله تبارك وتعالى، حيث إن الوراثة التي بشر بها الله تعالى لا تتحقق إلا بظهوره المقدس، فعن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله يقول: ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويطردون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعيد الإسلام عزيزاً أقصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء وأصلح الأمة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يتبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الإسلام ولا يخلف وعده وهو على وعده قدير.
الحركة التغييرية الإصلاحية التي تقضي على الجبابرة والمفسدين هي حركة ونهضة الإمام الحجة، حيث إن عاقبة الدنيا لأهل التقى والخيبة والخسران لأهل الخنى، ولو تتبعنا حركات الأنبياء والأولياء والمصلحين لوجدناها كلها تنبع من منبع واحد وترتشف من معين واحد ألا وهو نبع التوحيد الخالص وتحقيق بشرى العدالة الإلهية في الكون، وهذا الصراع يبقى بين قوى الخير والشر مادام الإنسان يتحرك في إطار النجدين إما شاكرا وإما كفورا، حتى إذا تغلب أحدهما فهو يكون كذلك حسب انتخابه وميوله النفسية والعقلية، والإمام الحجة هو المجلي لكوالح الأزمان عما يحول دون الحق وأهله، فهو القامع للظلمة الناصر لأهل التقى الحاكم بما أنزل الله تعالى لتحقيق الوعد الإلهي...} .
ولهذا نتعرف على التوأمة بين حركة الحسين عليه السلام وحركة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، فهما ينطلقان من مبدأ التوحيد والإصلاح ويهدفان إلى تحقيق الأهداف الرسالية التي بعث من أجلها الأنبياء لسعادة الإنسان في الدارين، والقضاء على الجبابرة الطغاة الذين يحاولون إذلال البشر لمصالحهم الدنيئة، فلو انتصر الحسين عليه السلام بدمه الطاهر على عتو يزيد وأزلامه، فإن الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه سينتصر بقوته المادية والمعنوية معا على الطغاة ويرفع لواء التوحيد في المعمورة ليتذوق الناس طعم العدالة ويتنفسوا الصعداء في ظل دولته المباركة.

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

السيد الصرخي الحسني والتجسيد الحقيقي لسيرة المعصومين

بقلم أبو زهراء
****************
قول تعالى : ﴿ قل لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ﴾ إن من نعم الله التي انعم بها على هذه الأمة , هي أئمة هداة مهديين "سلام الله عليهم " سعوا جاهدين إلى إعطاء كل ما فيه خير وصلاح لهذه الأمة التي لم ترد ولو القليل من حقهم الذي فرضه الله" جل وعلى " عليها , من المودة والطاعة والإصغاء والانصياع بقليل الأمور وكثيرها , وهذا فرض واجب فكانوا سلام الله عليهم سلسلة الدرر وأقمار الهداية بعضهم من بعض أخرهم متمم لما جاء به أولهم أرواحنا لهم الفداء .
 ونحن نعيش أيام المحنة والمصيبة وتكملة الثورة المباركة لسبط الرسول الأكرم وصحبه وال بيته النجباء عليهم أفضل الصلاة واشرف التسليم وأيام المسيرة الرسالية (مسيرة الوعظ والإرشاد, مسيرة الموقف والثبات) التي تولها إمامنا السجاد عليه السلام وعمته عقيلة الطالبين زينب سلام الله عليها , ونستذكر تلك المواقف التي خطوها وسطروها وزلزلوا عروش الطواغيت من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقول كلمة الحق عند سلطان جائر ألا وهي أفضل الجهاد وأفضل العبادة , حيث تلك الخطب المباركة التي كانوا يلقونها على مسامع الناس ناهين ومذكرين وواعظين ومرشدين ومبينين  أحقيتهم ومن يكونوا .
فتلك خطبة سيدنا السجاد عليه السلام في مجلس يزيد التي لازالت ترن في أسماع كل من أنكر حق محمد واله, التي كشف من خلالها عورة الحكم الأموي وأحقية آل بيت محمد بالخلافة الواقعية فهذا هو منهج الدين المحمدي العلوي الأصيل وهذه هي العبادة بإحقاق الحق وقوله.
 فكل من أراد إن يسلك هذا المنهج عليه أن يكون متخلقا بتلك الأخلاق سائر على ذلك النهج قولا وفعلا بان يكون هادي للأمة وهذا ما نراه في وريث آل محمد سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " الذي كان خير مصداقا بالقول والفعل , فكان ولا زال منارة العلم والهداية وقلعة الإرشاد والوعظ وساحة الصمود والمواقف فكان قمة في العلم والمعرفة بما تركه من آثار علمية في جميع ميادين العلم والمعرفة , أما أخلاقه فكانت أخلاق الأئمة والأنبياء , العفة والتواضع والتسامح و الرأفة والمحبة , أما المواقف الصلبة التي استلهمها من أجداده ( عليهم سلام الله ) فلم يهادن ولم يتهاون بل من اليوم الأول تحمله مسؤولية رعاية الأمة فقد وقف بوجه الطواغيت والظلمة وأرعبهم .
 وعلى الرغم مما تعرض له من اعتقالات وحملات إعلامية مبغضة من قبل فراعنة الزمان  لكن تبقى كلمات الحق التي كانت تصدر من سماحته " دام ظله " في كل حين ترعبهم وزلزلت عروشهم فكان هادي للأمة واعظ لها ناصحا مبين لهم كل المؤامرات التي تحاك عليها مبين سوء إدارة المسؤولين , لم يغفل عن شيء بل وقف مع الأمة في كل أزماتها  وما تعرضت له ,  ففي بيان رقم -74- ( حيهم..حيهم..حيهم أهلنا أهل الغيرة والنخوة )  قال سماحته ناصحا ومستنهضا للشعب :
(........قلت وكررت مراراً معنى ان العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات … وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..واقسم لكم واقسم واقسم بان الوضع سيؤول وينحدر الى أسوأ وأسوأ وأسوأ… وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. وهل تيقنتم الان ان هؤلاء المفسدين يتعاملون مع شعب العراق وفق منهج الفراعنة والمستكبرين وانهم مستمرون وبكل إصرار على هذا النهج السيئ الخبيث الحقير….. فانهم وعلى نهج فرعون يستخفون بكم فتطيعونهم كما استخف فرعون بقومه فأطاعوه (( فاستخف قومه فأطاعوه ))الزخرف/54…. )

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

السيد الصرخي الحسني ... قنديلٌ مُضيئ ومِشعل يُقتدى به

بقلم هيام الكناني
***************
 الكثير من الناس عندما يتبوءوا  منصباً  ينسون  حقيقة أنفسهم , بل يشعرون بأنهم الأفضل والاصلاء وان باقي الناس هم الأرذل , وان استحقاقهم لهذا المنصب أو غيره هو بفضل سمو مكانتهم أو انتسابهم  أو أصالتهم وغيرها من المسميات متناسين قوله تعالى  { .. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } الحجرات 13 , وان وصولهم لهذه المرتبة هي بفضل الله و طاعة الرعية لهم .
 فنجد كثيرا ما يحصل الخلل بين الجهات المسؤولة   " بغض النظر عن أي جهة كانت وعن أي مكان يتولاه الراعي أو صاحب المنصب  " قد أحدثت فجوة عميقة وشرخ بين القائد وجمهور الناس تمثلت في عدم مبالاة القيادة بمطالب الناس وحوائجهم , وهذا بعيد كل البعد عن معالم الإسلام وما تبناه من حق الراعي تجاه رعيته وحقوق الرعية عليه , فالحاكم يمثل الجموع بلا استئثار أو فردانية أو استغلال بل يعمل لصالح الرعية وحفظ مصالحها وتحقيق العدالة .
فالحاكم عليه أن يكون متعايشاً مع رعيته يستأثر بنفسه من اجل حمايتهم وحفظهم ويبث التوجيهات من اجل رفع معنوياتهم فالحياة مليئة بالمتاعب لذلك عليه أن يكون منهم وفيهم يشعر بما يشعرون يتحسس آلامهم  ,يتفقد أحوالهم  يتشارك معهم أفراحهم وأحزانهم , وهذه هي الحالة السوية التي ينبغي أن تكون الإطار الذي يحكم العلاقة بين الراعي والرعية، فالمفترض في العلاقة السوية أن تكون علاقة المحبة المتبادلة، وحرص كل فريق على الآخر، كل منهم يحاول بما في يديه وتحت تصرفه أن يوصل للآخر ما ينفعه ويحتاج إليه، يوضح ذلك قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم (إن الدين النصيحة )وهذه ما حرصت عليه الشريعة السمحاء بأن تكون العلاقة بين (الراعي والرعية) قائمة على المحبة والتواد والتناصح  .

عليه يمكننا القول بان الخلق لو تدبر جميعهم " الراعي والرعية " تلك المعاني التي رسمها الإسلام وخط خطاها الأنبياء والأولياء الصالحين وأهل بيت النبوة عليهم السلام  لما آل بنا الحال على ما نحن عليه ,ولكن كما يقال لو خليت قلبت فلابد من وجود النادر والمتأسي بسيرة الأولياء الصالحين , واليوم تتجسد صور الراعي والقائد والحاكم بصورها التي رسمها الإسلام والدين الحنيف وفق مقتضيات القيم الإنسانية في سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " , يحث الخطى من اجل ارتسام صورة الإسلام والحفاظ على بيضة الإسلام فيخرج سماحته " دام ظله " ليتفقد أحوال رعيته ويوجه ويسمع منهم حتى يعطي الحلول المناسبة لكل حادثة , ويغير ما تآلفت عليه الناس من الانزواء من قبل الراعي الذي يتقلد أمور الناس, فترتسم صورة الرعية له بالطاعة والموالاة له والعشق لما يجدونه من العطف والرحمة

الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

السيد الصرخي الحسني ... وإعلان البراءة من النفاق والمنافقين


بقلم أبو زهراء
****************
قال الإمام الحسين(عليه السلام ) {ان كان دين محمد لا يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني} ان المنهج الذي خطه الامام الحسين (عليه السلام ) هو منهج واضح , منهج لا يشوبه الشك وهدفه واضح وجلي  ,وغايته  هي الاصلاح والارشاد واحياء الوعي الاسلامي المبارك وهو استقامة  ذلك الدين الاصيل الخاتم لما سبقه والذي جاء به خير المرسلين وخاتمهم محمد المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) .
 فأتى الحسين (عليه السلام ) مع عياله واحبته من ال بيته قاصدا الكوفة بعد ان جاءته الكتب من وجهاء وزعماء الكوفة يدعونه بالقدوم اليهم , ولكن الذي حصل ان تلك الجموع قد انسلخت من وعودها ونكثت العهد والميثاق والبيعة بعد ان تعرضت الى اكبر هزيمة اخلاقية على مر العصور بعد ان باعت  دينها ودنياها بدنيا غيرها مقابل فتات الفتات ووعود كاذبة من قبل سلاطين الجور في زمنهم  , فنسمع ونقرا عن اولائك القوم وموقفهم المخزي المشين وكيف تخاذلوا عن نصرة  الحق  وصاحبه وتخليهم عن امام زمانهم بحجج واهية وكلام العاجزين بان " القلوب معك ياحسين الا ان السيوف ضدك مع بني امية " فهذا هو النفاق وهذا هو الانهزام وهذا هو التخلي والتخاذل عن الحق ومنهج الحق والوقوف مع الظلم والظالمين .
وقد كان من الوعظ والنصح من قبل من يمثل ذلك المنهج الحسيني المتمثل بسماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " الذي يبين لنا معنى تضحية الحسين ويبين لنا ذلك المنهج  وكيف نقف بصف الحق بإعلان البراء من يسلك مسلك اهل الكوفة مسلك التخاذل والخنوع والخضوع وتبرير التخاذل بأعذار واهية  من اشارته في المحطة رقم اربعة في بيان (محطات في مسير كربلاء) حيث قال سماحته " دام ظله ":
{......لابد ان نتيقن الوجوب والالزام الشرعي العقلي الاخلاقي التاريخي الاجتماعي الانساني في اعلان البراءة والبراءة والبراءة ……. وكل البراءة من ان نكون كأولئك القوم وعلى مسلكهم وبنفس قلوبهم وأفكارهم ونفوسهم وأفعالهم حيث وصفهم الفرزدق الشاعر للامام الحسين ((عليه السلام)) بقوله :( اما القلوب فمعك واما السيوف فمع بني امية)فقال الامام الشهيد المظلوم الحسين ((عليه السلام)) :((صدقت ، فالناس عبيد المال والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درّت به معايشهم ، فاذا محصوا بالبلاء قل الديّانون))والسلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين   وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى الأنصار الأخيار السائرين على درب الحسين ومنهجه قولا وفعلا وصدقا وعدلا...}


الأحد، 17 نوفمبر 2013

المرجعية العليا في كربلاء والتشخيص الواقعي لأهداف الطف

 تذكر بعض الروايات إن عدداً كبيراً من المسلمين يُقدر بالسبعة آلاف  كان يرافق الإمام الحسين " عليه السلام  " عند خروجه من المدينة , ولكن هذا العدد بدأ بالتناقص مع مرور الوقت , حتى لم يبقى مع الإمام سوى السبعين ونيف في يوم عاشوراء .
    فهل تلك الحالة غريبة أم إنها طبيعية في ظروف ذلك الزمان ؟ وما الذي يمكن أن تعكسه تلك الحالة ؟
إن وجود هذا العدد القليل حول سبط النبي الأكرم وسيد شباب أهل الجنة وخامس أصحاب الكساء وزعيم آل بيت النبي   في الأمة الإسلامية المترامية الأطراف يقدم أوضح الأدلة والبراهين على الانتكاسة التي كان يمر بها الدين الإسلامي آنذاك . فطريق الإمام الحسين  " عليه السلام  " إنما يمثل طريق الحق كونه سيد شاب أهل الجنة بنص حديث النبي الأكرم وباتفاق جميع مذاهب المسلمين . وعندما يتخلى عن هذا الطريق ملايين المسلمين ويسير عليه هذا العدد القليل يظهر الدليل الواضح على مدى الانحراف الذي أصاب الأمة , كما وتظهر الحاجة الملحة لاستعادة الناس إلى طريق الحق , وهنا كان لا بُد  من صعقة كهربائية شديدة تعيد الحياة إلى ذلك الجسم المشرف على الهلاك . فكانت ثورة التضحية والفداء والإيثار لهذا الإمام المدّخر من الله لمثل هذه المهمة العظيمة في إحياء هذا الدين .
والمفارقة الغير عجيبة أن الناس كانوا على يقين بالحق الذي يمثله الإمام الحسين " عليه السلام  " ولكنهم قاتلوا مع الباطل وساندوه وحاربوا الحق وخذلوه كونهم كانوا عبيد الدنيا وليسوا عبيد الله  وقد تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسكتوا عن الفساد وتخلوا عن الإصلاح, وابلغ وصف لهذه الحالة كان على لسان الفرزدق حين وصف الناس للإمام الحسين " عليه السلام  " بقوله (أما القلوب فمعك وأما السيوف فمع بني أمية ) واليوم نقول هل يمكن أن نكون من الذين قلوبهم مع الحسين وسيوفهم ضده ؟  هنا شخّصت  المرجعية العليا في كربلاء المقدسة لسماحة  السيد الصرخي الحسني في بيانه  " محطات في مسير كربلاء  "  هذا  بقوله :
(ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين " عليه السلام  " وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ،انه الإصلاح ) وقال سماحته  أيضا :
 (ولنسأل أنفسنا عن الأمر والنهي الفريضة الإلهية التي تحيا بها النفوس والقلوب والمجتمعات هل تعلمناها على نهج الحسين ((عليه السلام)) وهل عملنا بها وطبقناها على نهج الحسين الشهيد وآله وصحبه الأطهار ((عليهم السلام)) وسيرة كربلاء التضحية والفداء والابتلاء والاختبار والغربلة والتمحيص وكل أنواع الجهاد المادي والمعنوي والامتياز في معسكر الحق وعدم الاستيحاش مع قلة السالكين ).
http://www.al-hasany.net

السيد الصرخي الحسني...ثورة الحسين تعيش في وجدان وقلوب الأنبياء والصالحين

بقلم ابو زهراء
*************
(السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ),السلام عليك يا ثار الله وابن ثأره , السلام عليك يا مولاي يا من نهضت بنهضتك الحية التي لم تمت ولم تتلاشى بل هي  حية في وجدان الأحرار والمضحين من اجل الخلاص من العبودية والركوع لغير الله .
فأنت يا مولاي يا أبا الأحرار لم ولن تهادن ولم تخضع ولم تراوغ بل أنت الحق المبين والصراط القويم , أنت خليفة الله في أرضه, وأنت الحجة البالغة , وأنت الحق ومنهجه , فقد أوقفت سيل الظلم الذي حل بالأمة من المنتفعين والانتهازيين والاستغلاليين وعبدت الدينار والدرهم , وأنت الذي علمت الأمة كيف تقف وتضحي من اجل أن ترتفع وتعلوا راية الحق .
فان تضحيتك وإيثارك ومبالغتك في التضحية من اجل شرع الله ودينه وسنة الرسول الأكرم الأقدس  ووصية المرتضى , عاشت في نفوس الأنبياء والأوصياء والصالحين لأنها تضحية لا تضاهيها تضحية وتتصاغر أمامها كل التضحيات , فهي أسمى واجل التضحيات .

ولهذا أشار سماحة السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في كتابة (الثورة الحسينة والدولة المهدوية) بقوله :{...العمق التاريخي للثورة الحسينية والسعة والشمولية لأهل الأرض والسماء, فإبراهيم  الخليل  (عليه السلام)عندما عقد العزم على السير والسلوك إلى اقرب الدرجات من الحضرة الإلهية المقدسة, تمنى يقدم اعز قربان إلى الله تعالى حتى يرتقي في السلم القدسي , فاستجاب الله تعالى دعوته وأمنيته فأبدل التضحية والذبح لابنه إسماعيل الذبيح (عليه السلام) بتضحية وذبح أعظم واكبر وأكثر حزننا وألما الذي يحصل في طف كربلاء حيث يذبح الإمام الحسين (عليه السلام) , فيهتم إبراهيم (عليه السلام) ويحزن حزنا شديدا على هذا المصاب الجلل لان صاحب المصاب (عليه السلام) أفضل وأحب من ابنه إسماعيل الذبيح (عليه السلام) . وبهذا يثبت أن الثورة الحسينية تعيش في واقع الحياة ووجدان المجتمع ونفوس وقلوب الأنبياء والصالحين (عليهم السلام)من بدا الخليقة...} .

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013

ثورة الحسين ثورة الأحرار ضد الظالمين في كل حين


بقلم عباس السعيدي
*****************
النهج الذي انتهجه الأولياء والصالحين في تحرير الإنسان من عبودية الظالمين كان لا يعتمد على طائفة أو دين , وإنما بذل هؤلاء المصلحين أنفسهم لتحرير الإنسانية من ظلم الظالمين لأنهم جاءوا رحمة للعالمين , وإلا كيف التحق المسيحي والسني والغلام التركي والعبد الأسود بالإمام الحسين سلام الله عليه وتخلف عنه شيعته وموالية , لأن أولئك استيقنوا انه الحسين سلام الله عليه هو الأب الحنون والقائد المثالي الذي يحقق العدالة والمساواة ويحقق لهم الحرية والإحساس بالإنسانية , وكيف شاهدوا تلك الروح الأبية الرسالية التي تبكي على أعدائها لأنه يراهم كيف يكتسبوا الآثام والذنوب والمعاصي بسبب مخالفتهم للحق المطلق المتمثل بشخصه الكريم وشاهدوا به تلك النفس التي لا تفرق بين القريب والبعيد بين العبد وبين الحر وكيف يحتضن ابنه وبنفس الوقت يحتضن العبد الأسود .
وان هذا النهج  الذي رسمه أهل البيت سلام الله عليهم نجده بصدق عند من سار على نهجهم فنرى الخطابات للشهيدين الصدرين والسيد الصرخي الحسني لا تفرق بين ملة وأخرى وبين دين وأخر وبين قومية وأخرى بل نحس فيها الروح الأبوية التي تظم بين ذراعيها  جميع أبناء الأمة ولا تعرف غير العدل حتى مع الأقربين والموالين فلا توجد مجاملة على حساب الإنسانية والدين ولا على العراق والعراقيين .
وفي كلام لسماحة السيد الصرخي الحسني في بيان محطات في مسير كربلاء
(........والآن أيها الأعزاء الأحباب وصل المقام الذي نسال فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة الى الله تعالى أو لعلهم يتقون
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى : { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
وبهذا سنكون ان شاء الله في ومن الأمة التي توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك ،
فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس.
ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال لهم الله كونوا قردة خاسئين،
قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.......)

الاثنين، 11 نوفمبر 2013

أخلاقية الطف الحسينية في منظور السيد الصرخي الحسني


بقلم قاسم الجليحي
***************
الكثير من المفاهيم التي طُرحت في مسألة معركة الطف وأسبابها وتعليل هذه الأسباب من جهة عاطفية جعلتها تدور في محور المظلومية لآل البيت عليهم السلام من خلال معطيات السلك العسكري غير المتكافئ  " عدة وعدد "  وهذا ما طغى على هذه الواقعة , واقعة الألم والحسرة عند بعض من يعتقد بهذا المفهوم , وان كان هذا المفهوم واقعا يمكن أن يختزل حقيقة النصرة ومن كان يدعيها كذبا بالإسلام والموالاة لآل الرسول (صلوات الله عليهم أجمعين ) ويضعهم في خانة المتخاذلين النادمين , وهذا ما رأيناه قد وقع بعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) بفترة وجيزة بثورة التوابين .
 لكن الأمر الذي ابتعدت عنه أقلام المؤرخين  "سهوا أو عمدا " لسبب استغلالي أو سبب مبهم مجهول يراد به غايات ومآرب لا نعلمها عندما نقلت هذه الواقعة , وهو إن سادات قريش وفطاحلهم ومن كان يعول عليه دين المسلمين والرجوع إليهم قد خذلوا الحسين وهم يعرفونه حق معرفته بأنه إمام معصوم مفترض الطاعة لا يمكن أن ينصح أو يرفض طلبه قد تركوه بين " ركزت الموت أو مبايعة  يزيد بن معاوية "  واتجهوا إلى أخلاقية  هزيمة الذات الداخلية , وحتى من اقرب الناس إليه قد تركوه معللين التقهقر والخذلان ( اترك هذا الأمر وخف على عيالك من بطش يزيد) وبعدها استغلوا ثورة الحسين لمصالحهم...!؟ .
لاحول ولاقوة إلابالله كلام يعبر عن حقيقة الانهزامية لهؤلاء الذين نعظمهم إلى الآن ونتوسدهم تيجان فوق الرؤوس ونتعبدهم , خذلوا الحسين في أحوج واخطر فترة مرت على دين محمد  , من انتشار المنكر والخوف من إظهار المعروف حتى غدا الإسلام غريبا لا يحمل من ادعى سادات الإسلام...!؟ , الغرض من هذا الكلام لا نريد الإسهاب والسير عميقا في حقيقة الطف وأخلاقيتها التي زرعت مفهوم ومعنى التحرر وما نراه الآن من هذه الادعاءات الفارغة للبعض ممن يدعي التشيع والموالاة للحسين والسير على ثورته,وإنما نريد أن نبين المفهوم الحقيقي من منظور علمي أخلاقي لمن وعى الحقيقة الحسينية بكل معانيها وتفرعاتها وما هي غاياتها المنشودة التي أرست الواقعة الحقيقية لمعنى التضحية في سبيل المبدأ السامي للإسلام من ثلة ارتوت من رحيق النبوة والرسالة.
 الكثير من قال وعبر عن هذه الواقعة لكن اختزلها بنوع من التمرد على حقيقتها وذاتها وأهدافها المستقبلية وقفز إلى تسويفها في معابر القصص والأساطير وصهر الثوابت حتى أصبحت كرنفال سنوي أو عيد من الأعياد ...! لم يصل هؤلاء مرتزقة الثورة الحسينية ولعُاقها وانتهازييها إلى عمق ما احتوت عليه فكرة الشهادة في تلك الفترة حتى وصلت إلى قلم السيد الأستاذ آية الله العظمى الصرخي الحسني " دام ظله " فوضع النقاط ورفع المبهم من ثورة الطف وما التصقت بها من خرافات وبدع لانتهازية المدعين وما ستحوي جلابيبهم تضليلا للعوام حتى وضع الركيزة الصلبة في انتهاج الثورة الحسينية وخطاها الصحيح عندما قال في بيانه 69 (محطات في مسيرة كربلاء)
قال الإمام الحسين ((عليه السلام)) { .. إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإِصلاح في امة جدي (( صلى الله عليه وآله وسلم )) ،
أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي ابن أبي طالب ((عليهما السلام))،
فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين،...}
والآن لنسأل أنفسنا : هل نحن حسينيون ؟ هل نحن محمدّيون؟ هل نحن مسلمون رساليون؟
ولنسأل أنفسنا :هل نحن في جهل وظلام وغرور وغباء وضلال؟
أو نحن في وعي وفطنة وذكاء وعلم ونور وهداية وإيمان؟
إذن لنكن صادقين في نيل رضا الإله رب العالمين وجنة النعيم ،
ولنكن صادقين في حب الحسين وجدّه الأمين ((عليهما وآلهما الصلاة والسلام والتكريم)) بالإتباع والعمل وفق وطبق الغاية والهدف الذي خرج لتحقيقه الحسين
((عليه السلام )) وضحّى من أجله بصحبه وعياله ونفسه ، انه الإصلاح ، الإصلاح في امة جدِّ الحسين الرسول الكريم ((عليه وآله الصلاة والسلام)).
وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير إلى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لأنه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والإفساد فلا نكون في إصلاح ولا من أهل الصلاح والإصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين ((عليهما الصلاة والسلام )).
إذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الأمين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في إيجاد الصلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.