بقلم / رجب النور
**************
سؤال يطرحه البعض نحاول الإجابة عنه قدر
المستطاع ....
للتاريخ ودراسته أهمية بالغة فبدراستنا
التاريخ نكون امام تجارب شتى ونتائج كثيرة يمكننا الاستفادة منها واخذ العضة والعبرة
وتجنب من أخطا واقتفاء اثر من نجح وسار في طريق الحق قال تعالى {قُلْ سِيرُواْ فِي
الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11, هذه
دعوة للنظر في شان المكذبين وعاقبتهم من اجل الاتعاظ وكذلك الأمر في الصالحين كالأنبياء
والمرسلين وغيرهم فاستقراء التاريخ مهم جدا يقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه
سنن التاريخ في القران الكريم (كما أكد في آيات أخرى على استقراء التاريخ، وهي عملية
بطبيعتها تريد أن تفتش عن سنة وقانون، وإلا فلا معنى للاستقراء من دون افتراض ذلك.
قال تعالى {وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ
الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً
َ سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا
تَحْوِيلاً } الإسراء 76- 77..
وقال جلت قدرته {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن
قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا
وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34....
وقال جل ذكره {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } محمد10...
من هنا نعرف أهمية التاريخ وكذلك يقول الشهيد
مطهري في كتابة الإمام عليّ (عليه السلام) في قوّته الجاذبة والدافعة (ننعطف ببحثنا
الآن إلى هذه الفئة الأخيرة، الخوارج، فهؤلاء، وإن يكن أمرهم قد انتهى، إلاّ أنّ لهم
تاريخاً جديراً بالدرس والاستعبار .... ) دقق يقول جدير بالدرس والاستعبار, كما أكد
الشهيد الصدر على الاستقراء والاستقراء هو فحص نماذج متعدد والخروج بنتيجة والفائدة
تكمن في إسقاط هذه النتائج على ما يشابهها من حالات فالبعض بات عمليا بقول بعصمة وكيل
المرجع أو ابن المرجع أو أخ المرجع أو الواجهة الفلانية ولا يجيز عليه الخطأ أو الاشتباه
فان تم إثبات انحراف من صاحب النبي صلى الله عليه واله وسمع كلامه أو من صاحب الإمام
أو ابن الإمام أو عم الإمام أو من يرفع شعار الثائر للإمام أو المذهب كما في صحابة
الرسول صلى الله عليه واله ممن انحرف عن الخط الصحيح وغصب الحق أو من خالف الإمام وكذب
عليه وادعى انه باب له مستغلا صحبته وقربه من الإمام أو كابن محمد ابن الحنفية عندما
ادعى الإمامة وخاصم الإمام زين العابدين عليه السلام فترة من الزمن أو من رفع شعار
الثأر للإمام كالمختار موضوع الحديث أو كالعباسيين فيما بعد, كل ذلك
يعطينا دلائل وشواهد على إمكان وقوع الانحراف في كل تلك العناوين ودليل الإمكان الوقوع
أي انحراف والجهة الفلانية أو كذب شعار جهة الكذائية ممكن بدليل وقوع انحراف من أهم
اقرب منه إلى الجهة الشرعية نسبا وسببا فلا تكفي قدسية الشعار أو قرب المتصدي
وهناك أمور أخرى منها معرفة وإبراز المظلومية
التي تعرض لها أهل بيت النبوة عليهم سلام الله حتى من اقرب المقربين أو من حمل اسمعهم
وتاجر بقضيتهم ومنهجهم واضر به وهذا يتكرر في كل زمان وما نعيشه من وضع خير شاهد ,
كل شيء باسم الدين , باسم المذهب , باسم التشيع , وكل هذه العناوين المقدسة بريئة من
هؤلاء وأفعالهم ولابد من كشف زيف الكذابين وهذا لا يتم إلا بمعرفة منهجهم وفق المعايير
الإسلامية المحمدية الأصيلة فان ادعى احد انه على نهج الحق فلا نصدقه مالم نراه يطبق
عمليا منهج أهل الحق (عليهم السلام) .
مثلا من خلال قراءة التاريخ وتحليله نعرف
لماذا لم ينتصر الإمام عليه السلام وانتصر معاوية عليه اللعنة , يقول المستشرق نيكولسن (على الرغم مما امتاز به علي من فضائل كثيرة أهمها النشاط
، والذكاء وبعد النظر والحكمة والوفاء والبلآغة والفصاحة ، والشجاعة ، إلا أنه كانت
تنقصه صفة هامة لا بد منها لنجاح السياسة ، نجاح السياسة ، السياسة كما نقول : وهي
التلون والقدرة على الخداع ، هذه الناحية التي كانت تنقصه وكان لا يمكن أن يتطبع بهذا
الطبع ، ولذا تغلب عليه منافسوه الذين عرفوا من أول الأمر أن الحرب خدعة والذين كانوا
لا يتورعون عن إرتكاب أي جرم ، يبلغ بهم الغاية ) انتهى كلام المستشرق ...
والسؤال هنا كيف توصل هذا المستشرق المسيحي
لهذه النتيجة ؟ الجواب سهل بتحليل التاريخ ودراسته , وعليه لهذا وغيره يبحث التاريخ
وقد خاض الكثيرين في هذا الجانب ولهم مؤلفات كما هو معروف ومن هؤلاء المحققين سماحة
آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله في محاضراته التي تعقد كل يوم خميس ويوم
جمعة من كل أسبوع...
رابط البث الصوتي المباشر
رابط البث الصوتي المباشر
رابط البث الفديوي
المباشر
http://www.youtube.com/user/2alhasany
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق