الاثنين، 10 مارس 2014

الحوزة العلمية والنهج الفرعوني السائد


بقلم / هيام الكناني
***************
لعل البعض ان لم نقل الكل يعرف ويعي شخصية فرعون الجبروتية ومنهجيته الظالمة اذ لم يكن فرعون شخصاً ينتهي  بموته !!! بل هو نهج عام متكرر  ولذا جاء التحذير منه كمنهج عقيم يشل تفكير واختيار الأتباع؛ويعطل الحياة عن الإبداع والتقدم بحيث شملت كتب التاريخ حياة الكثير من الحكام الذين كان منطقهم منطقا فرعونيا قال تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ ما أُرِيكُمْ إِلاَّ ما أَرى وَما أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشادِ) وكان هؤلاء الحكام منهم من كانت صبغته دينية ,ومنهم من كانت صبغته سياسية ,والذي يبعث للاستغراب  والذي لم يخطر ببالنا بان يكون المنطق الفرعوني هو المتسيد على الحوزة العلمية في بلد المقدسات وهو المتحكم وله اليد الطولى بسبب كثرة الأموال والأتباع والنفوذ الخارجي والداخلي وما جاء هذا المنطق وما تسيد هذا المنهج إلا بسبب جهل وفسق غالبية المجتمع قال تعالى: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ) الزخرف 54 _نعم فمن المؤسف ان نجد صفة الفرعونية سائدة في أكثر  مدارس العلم والفكر الديني ,هذا المرض العضال الذي اطاح بمجتمعاتنا واخذ ينخر التفكير كالطفيليات التي تسلب الانسان قواه رويدا رويدا وهذا الفكر الفرعوني ومنهجيته اليوم للأسف الشديد لا يسلم منه إلا من سلمه الله؛وأنار بصيرته قبل بصره؛فأبصر الحق  وفهمه وقييمه؛ومرجعية السيد الصرخي دام ظله  -مَدعى  للتركيز العميق على الوعي-قد بينت اثر المنهج الفرعوني ومن سار ويسير عليه وخاصة في داخل الحوزة العلمية وكيف  مازالت الحوزات تدرس الكتب القديمة لاجل عدم تدريس حلقات الصدر الاول والذي يجعل الفكر متوقف لان الزمن في تغير وتطور دائم فقد اردف سماحته قائلا (...لازال الناس ولازال القوم اكثر القوم يعرضون الى كتب الحلقات ..لازالوا على كتاب المعالم والقوانين والرسائل والكفاية ولازال الراتب يعطى على دراسة هذه الكتب على اساس هذه الكتب ..ولاعلاقة لكم به بكتب الحلقات ..وممن باع دنياه واخرته بدنيا وسمعة ووجاهه..الاخرين يأخذ ماذُكر من مقدمات بعض العلماء ذكروا السيد الصدر في البحوث الاصولية وفي العلوم الاصولية وباقي العلوم الرياضية ياخذون هذه وينسخون هذه لمجدد من المجددين الاحياء ..الذي لايمتلك الدليل الصوتي والمكتوب و...فيضعون مقدمة طويلة عريضة هي اكبر مما صدر منهم من كتب وتسجيلات..............)كان هذا ضمن محاضرته التي القاها سماحة السيد الصرخي دام ظله  في درسه الأصولي الثاني ضمن سلسلة البحوث الأصولية، يوم الجمعة 5 جمادى الأول 1435 ببرانيه في مدينة كربلاء المقدسة، وقد تميز الطرح بالعمق والتحليل العلمي المبسط.وللاطلاع اكثر على الرابط ادناه


الأحد، 9 مارس 2014

السيد الصرخي الحسني أهلا للمنازلة العلمية


بقلم / د. علي الواسطي
*******************
مدح الشارع المقدس العلم والعلماء في الكتاب العزيز والسنة المطهرة للنبي المصطفى واله الاطهار عليهم الصلاة والسلام أيما مدح وحث على طلب العلم وتعلمه وإنفاقه بتعليمه للآخرين وأكد على ضرورة إتباع العالم الحقيقي الذي ينقل الناس من الشك الى اليقين لا الذي ينقل الناس من اليقين الى الشك أو يبقيهم في شكهم وترددهم وحيرتهم ، ومن خلال السيرة العملية لأمناء الرسل الذين هم العلماء بالله نجد ان هؤلاء العلماء في كل عصر لهم الفضل الكبير في إرشاد الناس وتوجيههم وإنقاذهم من فخاخ أهل البدع والريب والضلالة الذين يستغلون ضعاف العقول وبسطاء الناس لتمرير أفكارهم وأطروحاتهم الباطلة التي يرومون من خلالها خداع الناس للحفاظ على مصالحهم ومكتسباتهم الدنيوية ،
وفي العصور المتأخرة نرى العلماء الربانيين قد شمروا عن سواعدهم للدفاع عن عقيدة الإسلام الحقة ونفي الاعتقادات الفاسدة والمنحرفة عنها ونعرف ذلك جيدا حينما نتابع سيرة السيدين الشهيدين الصدرين قدس الله روحيهما وكيف انهما قد تصديا للشبهات التي اجتاحت المجتمع العراقي ودفعاها بالعلم والدليل والحجة الشرعية والعقلية كالذي نلاحظه في كتاب فلسفتنا واقتصادنا للسيد الشهيد محمد باقر الصدر الذي فند فيه افكار المد الشيوعي الذي اجتاح المجتمع انذاك والذي عجزت المؤسسة الدينية في وقته عن الرد على هذه الافكار حتى وصل الحال الى ان ينتمي بعض ابناء المراجع للتيار الشيوعي الجارف ولم تنفع حينها فتاوى التحريم التي صدرت من البعض فجاءت بحوث وردود السيد الصدر الأول بلسما وشفاءا وردا علميا بليغا أنقذ المؤمنين وأرجعهم إلى دينهم الصحيح القويم ، إلى غير ذلك من مواقف وأطروحات ونظريات تبناها قدس سره ، ومع كل المواقف الايجابية للسيد الشهيد رحمة الله عليه في الدفاع عن الاسلام الحقيقي وتبيان الحقائق الا ان المؤسسة الدينية لم تخذله فحسب بل انها وقفت بوجهه وفرقت الناس عنه وتركته وحيدا فريدا في مواجهة الظلم والطاغوت ،
والقضية أوضح مع السيد الشهيد الصدر الثاني قدس الله روحه وكيفية تصديه للشبهات والانحرافات التي اجتاحت المجتمع في عصره كالحركة السلوكية المنحرفة وتحذير الناس منها ومن خطرها وما كتبه في الدفاع عن الانبياء عليهم السلام ودفع الشبهات عنهم وما كتبه في الموسوعة المهدوية وتحليل التاريخ المهدوي تحليلا علميا موضوعيا اوضح فيه ومن خلاله الكثير من الامور المهمة والخافية على كثير من المؤمنين ، وما كان قدس سره يوضحه ويتناوله في لقاءاته وخطب الجمعة المقدسة التي ايقضت المجتمع من سبات عميق وجمود وركود عيشته المؤسسة الدينية فيه ، ومع كل هذا فلم يسلم السيد الشهيد الصدر رضوان الله عليه من لسان ويد وبطش وتكذيب ومعاداة المؤسسة الدينية التي تدعي التدين والقداسة وتقوى الله وخدمة المجتمع فحورب قدست روحه حتى لقي ربه شهيدا صابرا محتسبا مضرجا بالدماء ،
وعلى نهج الصدرين المقدسين سار ويسير مرجعنا الغالي والعالم الرسالي سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله الشريف فنراه ومنذ تصديه للمرجعية نذر نفسه في خدمة العلم وتطبيق المنهج المحمدي الأصيل في النصح والإرشاد والأمر والنهي فكم من فتنة وشبهة اجتاحت المجتمع قد فندها سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله كفتنة قاضي السماء وفتنة المدعي احمد إسماعيل كاطع الذي يدعي انه يشرب الشاي مع الامام او زوج أخته للإمام ومدعي اليماني ، وفتن مدعي الاجتهاد وفي كل ذلك سلاح سيدنا الحسني والذي لا يحيد عنه ابدا هو العلم والدليل ، ولطالما طلب وطالب الجميع بالالتزام بالعلم وان ارادوا الرد عليه فبالعلم والدليل ان كانوا صادقين ، وفي كل المنازلات العلمية يخرج مولانا الحسني ظافرا منتصرا وحسب قوله دام ظله ( نبقى نتمسك بما عندنا من علم ولن نتنازل عن حقنا في التصريح بالعلم والاعلمية ما دمنا نملك الدليل )
و أكد سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله المبارك) خلال محاضرته السابعة ضمن سلسلة محاضرات تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي التي القاها عصر يوم الخميس الموافق 4 جمادى أولى 1435هـ ، إن لجانا معينة من الحوزات الأخرى قد خُصصت لمتابعة المحاضرات التي نتناولها بهذا الخصوص ويأتي عمل تلك اللجان للرد على ماجاء فيها مؤكدا بنفس الوقت اننا اهلا للمنازلة العلمية في اشارة منه حول امكانية الرد ومواجهة تلك اللجان علميا
حيث قال مانصه ( حصل هذا معنا سابقا والآن حصل أيضا بعض المتصدين شكلوا لجان وبدأوا هم أكثر همة منا بدأوا يطلبون المحاضرات يدخلون على النت وينزلون تلك المحاضرات التي تلقى من هذا المكان وشكلوا لجان من اجل الرد على هذه القضية ونحن ان شاء الله نكون أهلا لهذه المنازلة )
مبينا إن من لا يريد الهداية وإتباع طريق العلم وإتباع طريق المعاندين فلا شأن لنا به .


رابط البث الصوتي المباشر
رابط البث الفديوي المباشر

الثلاثاء، 4 مارس 2014

لماذا شخصية المختار الآن؟


بقلم / رجب النور
**************
سؤال يطرحه البعض نحاول الإجابة عنه قدر المستطاع ....
للتاريخ ودراسته أهمية بالغة فبدراستنا التاريخ نكون امام تجارب شتى ونتائج كثيرة يمكننا الاستفادة منها واخذ العضة والعبرة وتجنب من أخطا واقتفاء اثر من نجح وسار في طريق الحق قال تعالى {قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11, هذه دعوة للنظر في شان المكذبين وعاقبتهم من اجل الاتعاظ وكذلك الأمر في الصالحين كالأنبياء والمرسلين وغيرهم فاستقراء التاريخ مهم جدا يقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر في كتابه سنن التاريخ في القران الكريم (كما أكد في آيات أخرى على استقراء التاريخ، وهي عملية بطبيعتها تريد أن تفتش عن سنة وقانون، وإلا فلا معنى للاستقراء من دون افتراض ذلك.
 قال تعالى {وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً َ سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً } الإسراء 76- 77..
 وقال جلت قدرته {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34....
 وقال جل ذكره {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } محمد10...
من هنا نعرف أهمية التاريخ وكذلك يقول الشهيد مطهري في كتابة الإمام عليّ (عليه السلام) في قوّته الجاذبة والدافعة (ننعطف ببحثنا الآن إلى هذه الفئة الأخيرة، الخوارج، فهؤلاء، وإن يكن أمرهم قد انتهى، إلاّ أنّ لهم تاريخاً جديراً بالدرس والاستعبار .... ) دقق يقول جدير بالدرس والاستعبار, كما أكد الشهيد الصدر على الاستقراء والاستقراء هو فحص نماذج متعدد والخروج بنتيجة والفائدة تكمن في إسقاط هذه النتائج على ما يشابهها من حالات فالبعض بات عمليا بقول بعصمة وكيل المرجع أو ابن المرجع أو أخ المرجع أو الواجهة الفلانية ولا يجيز عليه الخطأ أو الاشتباه فان تم إثبات انحراف من صاحب النبي صلى الله عليه واله وسمع كلامه أو من صاحب الإمام أو ابن الإمام أو عم الإمام أو من يرفع شعار الثائر للإمام أو المذهب كما في صحابة الرسول صلى الله عليه واله ممن انحرف عن الخط الصحيح وغصب الحق أو من خالف الإمام وكذب عليه وادعى انه باب له مستغلا صحبته وقربه من الإمام أو كابن محمد ابن الحنفية عندما ادعى الإمامة وخاصم الإمام زين العابدين عليه السلام فترة من الزمن أو من رفع شعار الثأر للإمام كالمختار موضوع الحديث أو كالعباسيين فيما بعد, كل ذلك يعطينا دلائل وشواهد على إمكان وقوع الانحراف في كل تلك العناوين ودليل الإمكان الوقوع أي انحراف والجهة الفلانية أو كذب شعار جهة الكذائية ممكن بدليل وقوع انحراف من أهم اقرب منه إلى الجهة الشرعية نسبا وسببا فلا تكفي قدسية الشعار أو قرب المتصدي
وهناك أمور أخرى منها معرفة وإبراز المظلومية التي تعرض لها أهل بيت النبوة عليهم سلام الله حتى من اقرب المقربين أو من حمل اسمعهم وتاجر بقضيتهم ومنهجهم واضر به وهذا يتكرر في كل زمان وما نعيشه من وضع خير شاهد , كل شيء باسم الدين , باسم المذهب , باسم التشيع , وكل هذه العناوين المقدسة بريئة من هؤلاء وأفعالهم ولابد من كشف زيف الكذابين وهذا لا يتم إلا بمعرفة منهجهم وفق المعايير الإسلامية المحمدية الأصيلة فان ادعى احد انه على نهج الحق فلا نصدقه مالم نراه يطبق عمليا منهج أهل الحق (عليهم السلام) .
مثلا من خلال قراءة التاريخ وتحليله نعرف لماذا لم ينتصر الإمام عليه السلام وانتصر معاوية عليه اللعنة , يقول المستشرق نيكولسن (على الرغم مما امتاز به علي من فضائل كثيرة أهمها النشاط ، والذكاء وبعد النظر والحكمة والوفاء والبلآغة والفصاحة ، والشجاعة ، إلا أنه كانت تنقصه صفة هامة لا بد منها لنجاح السياسة ، نجاح السياسة ، السياسة كما نقول : وهي التلون والقدرة على الخداع ، هذه الناحية التي كانت تنقصه وكان لا يمكن أن يتطبع بهذا الطبع ، ولذا تغلب عليه منافسوه الذين عرفوا من أول الأمر أن الحرب خدعة والذين كانوا لا يتورعون عن إرتكاب أي جرم ، يبلغ بهم الغاية ) انتهى كلام المستشرق ...

والسؤال هنا كيف توصل هذا المستشرق المسيحي لهذه النتيجة ؟ الجواب سهل بتحليل التاريخ ودراسته , وعليه لهذا وغيره يبحث التاريخ وقد خاض الكثيرين في هذا الجانب ولهم مؤلفات كما هو معروف ومن هؤلاء المحققين سماحة آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله في محاضراته التي تعقد كل يوم خميس ويوم جمعة من كل أسبوع...

 رابط البث الصوتي المباشر
رابط البث الفديوي المباشر
http://www.youtube.com/user/2alhasany    

السيد الصرخي ...يوضح سكوت البعض بذريعة التقية


بقلم / هيام الكناني
***************
بات السكوت والوقوف جانبا سمة العديد  ممن لاتنطبق عليهم صفة حل الأزمات بل إنهم ترتبط بهم إدارة الشهوات ممن تركوا التسنن بسنة رسول الله صلى الله علي وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وتركوا إتباع الحق, فنجد الغالبية أصبحوا صامتين لاينطقون سوى ماتقتضيه مصالحهم الجرباء, {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }, ومن الأمور المؤسفة ولها نتائجها الوخيمة على الأمة بصورة عامة أن تكتم الحقائق بمبررات واهية ما انزل الله بها من سلطان وان كانت هذه الوقائع والملابسات موجودة وثابتة بالأدلة القطعية لكن نرى من يخالف الفطرة ويخالف الضمير الإنساني يبرر تلك الجريمة أو ذلك الموقف المشين فحصلت جرائم في الماضي وغض الطرف عنها وعن مسبيبها بدعوى الكلام عنها يؤدي إلى خدش المذهب بتصور خاطئ وبعيد عن النهج الرسالي والمنهج المحمدي الأصيل الذي لايجامل ويتواطأ مع الحقيقة من اجل زيد أوعمر  وأخذت التقية شماعة يتمسك بها أهل الأعذار . لا ريب في اهتمام الشارع الأقدس بحفظ النّفس من الهلاك حتّى عُدّ من أهم الواجبات.
 فالعقل السليم يحكم فطريّاً بأنّه عند وقوع التزاحم بين الوظيفة الفرديّة و بين شوكة الإسلام و عزّته و قوته، أو وقوع التزاحم بين حفظ النفس و بين واجب آخرا و محرَّم فلابدّ من سقوط تلك الوظيفة الفردية، و ذلك هو التقيّة ليس إلا, وعليه   إذا كانت التقية يعود ضررها على المجتمع المسلم , أو تجلب للمؤمن ذلة و حقارة و حطة عن شرفه و مقامه, أو فيما إذا ظهرت البدع في الدين أو المذهب، فحينئذ على العالم أن يُظهر علمه.
و عليه فالمراد بالتقيّة هو: ترك عمل موافق للحق، أو كتمان الإيمان أو المذهب، بحيث لا يهدم حقاً و لا يبنى باطلاً، ليس إلا تحفظاً من ضرر الغير بالنفس أو العرض أو المال المعتدّ به، لنفس الشخص أو غيره من المؤمنين، أو بالدين أو بالمذهب أو لأعزار الإسلام و إعلاء كلمة الله و المسلمين و تقوية لشوكتهم.
 إذن، فإنما تجب التقية فيما إذا لم يكن ما يتقى به هادماً لحق و لا بانياً لباطل، و لم يكن العامل ممن يقتدي به النّاس و لا يؤخذ عمله حجة، و لم يكن ما يتقى به من المهمّات الشرعية، و لا موجباً لذلّة المؤمن و إحتقاره، و كان الضرر المترتب على ترك التقية هلاك النفس أو وهناً في الدين ...
وهنا يبين المرجع المحقق الأستاذ آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني دام ظله
ما مر وتمر به الأمة من سكوت وصمت باسم التقية حيث ذكر (   أن إعلان الإمامة ليس فيه تقية فلابد من وجود مرجحات ولابد أن تكون من أجل الحفاظ على النفوس الخاصة والعامة)
حيث واصل المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) نقاشه مع العلامة ابن نما الحلي وأدلته التي اعتمدها في صلاح ابن الحنفية والمختار الثقفي، حيث ألقى سماحته اليوم الخميس 27 ربيع الثاني 1435هـ، 27 – 2- 2014، محاضرته الخامسة ضمن سلسلة محاضرات تحت عنوان (تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي) في برانيه بكربلاء المقدسة، وقد شهد البراني الشريف توافد جموع غفيرة من المؤمنين من مختلف المحافظات للاستماع لهذه المحاضرات.
واستذكر سماحة السيد الصرخي (دام ظله) ما انتهى إليه في محاضرته السابقة حول تغرير ابن الحنفية لعالم الاحواز وكذلك خادمه كنكر، مشيرا إلى أن ابن الحنفية له الدور الرئيس في تشويه صورة الإمام السجاد (عليه السلام)، مؤكدا على عدم احتمالية وجود التقية في عدم ذكر ابن الحنفية للإمام السجاد (عليه السلام) بقوله "لا نقبل دعوى ضالة تبرر بالتقية لا تذكر إمامة السجاد (عليه السلام)".
 ....