الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

انعكاس وتأثير خلق النبي العظيم على علماء الامة " السيد الصرخي الحسني أنموذجا "


بقلم ابو زهراء
**********
قال عز من قال : بسم الله الرحمن الرحيم  (وانك لعلى خلق عظيم) .
وقال امير المؤمنين عليه السلام وهو يصور اخلاق رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):((كان اجود الناس كفا ,واجرا الناس صدرا, واصدق الناس لهجتنا, واوفاهم ذمة ,والينهم عريكة,  واكرمهم عشرة , من راه بديهة يهابه, ومن خالطه فعرفه احبه, لم ار مثله قبله ولا بعده)).
نعم انه رسول الانسانية وخاتم الانبياء الهادي البشير المنقذ الذي لا يمكن  ادارك البسيط القليل من حقه وقدره وعلو شأنه , وهاهي الامة تقتبس من نوره الذي هو نور الله جل وعلا وهو حجة الله على الخلق اجمعين انه (صلى الله عليه واله وسلم) رمز المحبة والايثار والتضحية والهداية والارشاد , لقد كان يعاني الكثير الكثير من أعداء الاسلام والامة لكن ماذا كان يصدر منه (صلى الله عليه واله وسلم) يدعو لها بالصلاح والهداية .
 تطاول المبغضين والعاندين عليه وافتروا وتعدوا كل الحدود لكن لم يحقد ولم يجزع ولم تتضعضع عزيمته لا بل كان يسمو وهو السمو بذاته من اجل انقاذ الامة من الهلاك ومن الضلالة والسير بها الى ما يريد الله سبحانه ,فهو خير خلق الله واعظمهم واجلهم واصبرهم واورعهم , ويكفي وصف الله عز وجل له بانه صاحب الخلق العظيم .
 وقد أسس مجتمع اسلامي متكامل خلال سيرته العطر بقانون المؤاخاة التي اغاضت الاعداء والمتغطرسين , وكان ذو خلق عظيم وتواضع و عطوفا على فقراء الامة وايتامها وجالس الطبقات التي كانت تعيش التيه والاهمال و الحرمان والتعذيب والاضطهاد من ذلك المجتمع المتحجر الظالم لكي ينورهم بنور الهداية والصلاح .
 فهذه الصفات وغيرها كان لها الاثر الواضح على من اراد ان يستن بتلك السنة الطاهرة المطهرة وصاحبها (صلى الله عليه واله وسلم) فسلك ائمتنا الاطهار عليهم افضل الصلاة والسلام على ذلك النهج وتلك الاخلاق والقيادة وكذلك علماء الائمة الصالحين المخلصين فهذا مرجعنا السيد الصرخي الحسني (دام ظله) كيف كان وما زال انعكاس حقيقيا وواقعيا لتلك الاخلاق المحمدية الاصيلة فتواضعه وخلقه العالي وعطفه وتفانيه في حب الامة ومقدساتها وحثه المتواصل على الحفاظ على النهج الاسلامي المحمدي الذي اراد ائمتنا سلام الله عليهم الحفاظ عليه ولو كلف الكثير الكثر .
 فان هذا المرجع مَثل تلك السيرة بالقول والفعل بمشاركته للامة بكل شيء في افراحها واحزانها وفي يسرها وعسرها , فيشاركها العزاء والمآتم ويطهو ويقدم الطعام  بيديه الكريمتين كما كان يفعل اجداده الاطهار عندما يتفقدون الايتام والمحرومين والارامل فنرى سماحته " دام ظله "  يتفقد جيرانه ويزورهم , فكان خير خلف لخير سلف.
 فالسلام عليك يا رسول الانسانية والسلام عليك يا رسول الرحمة والهداية والسلام عليك يا منقذ البشير وصلى الله عليك وعلى ال بيتك الاطهار ,  السلام عليك ونحن نعيش ذكراك الاليمة التي فجعت بها الامة .
سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله  يستقبل المعزين
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=384239 سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله)

يزور المرقدين المقدسين في اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=384091   

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

السيد الصرخي الحسني ...ونصرة الهادي الامين


بقلم هيام الكناني
**************
ذكر سماحة السيد الصرخي الحسني في احدى بياناته  بيان رقم – 55 –(( نصرة الهادي الأمين )) { ... لا يجوز شرعاً وأخلاقاً إقامة مسيرة أو تظاهرة أو موكب أو مجلس وتأسيسه أو التصدي للخطابة في مجلس أو الحضور في مجلس ، لا يذكر فيه جانب من جوانب شخصية النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكراماته وأخلاقه وجهاده ومجاهداته ومنازله الحقيقية الواقعية الباطنية والظاهرية التكوينية والتشريعية .
وهذا يعني أن الحكم الشرعي الأخلاقي (خلال شهري محرم وصفر ) صار يشمل ذكر بقية الله تعالى في أرضه الإمام المنتظر المنصور (عليه السلام وعجل الله فرجه ) وكذلك ذكر جده خاتم المرسلين والأنبياء المبعوثين النبي الأمين (صلوات الله وسلامه عليه وآله وعلى الأنبياء والمرسلين ) ..} .
حيث بادر الى مكلفيه  بالانتصار للرسول الاعظم بالكلمة والقول والبحث  وفي طلب العلم وتحصين الفكر والقلب ونفوس المؤمنين …..
وفي تأليف وكتابة وخطابة وحديث كله في تعظيم الصادق الأمين عليه وآله الصلاة والسلام والتكريم
ولنكتب الشعر وننشد ونهتف ونرسم وننقش …..
للنبي الكريم وحبه وعشقه الإلهي الأبدي
لذلك نزولا واكراما واجلالا لمواقف الرسول الاعظم  ودوره الرسالي قطفت لمحة صغيرة جداً من بعض مواقفه العظيمة صلوات ربي عليه لننهل من عِبر فيوضاته التي استمالت كل الاقوام والاعراف وعلى اختلاف اجناسهم
لقد صاغ الاسلام شخصية رسالية عظيمة الافكار والطرح,رسمت لنا اجل صور المعاني الانسانية من حيث الفكر والعلم ,شخصية جادة عاملة مجاهدة واعزة للعمل والجد والاجتهاد والمثابرة رافضة للكسل والفترة ,غنية بالمعارف  الالهية هي شخصية الرسول الاعظم صلوات ربي عليه ,حياة مليئة بالرؤى وحل الازمات التي تمر بالمرء سواء على الصعيد العلمي او الاخلاقي او الاجتماعي او الاقتصادي او السياسي او غيرها من مجالات الحياة ,فلو اردنا ان نتكلم عن كل دور لبقينا نتحدث شهور طوال ,ولكن لاباس بذكر بعض الامور التي يجب ان نتعلمها من حياة رسولنا الاعظم وبالاخص في هذه الايام ونحن نمر ونستذكر افجع ماساة مرت بالبشرية  بفقد النبع الصافي الذي كان يروينا ويغذينا  بالغذاء الفكري والروحي والعملي ,فبد ان بعث النبي للعالمين اتخذ بمنهجه عدة اساليب فكان منها  اسلوب التدرج في التبليغ طريقا ناجحا انتهجه الرسول الاعظم ,مضافا الى التنوع في الخطاب الدعوي من حيث ضرب الامثال وتقريب المعاني للسامع حتى يفهمه ويبين له مايطرحه باسلوب علمي وواقعي كل على حسب فهمه وادراكه ,نعم داب رسول الله صلوات ربي عليه دائما لحل المشكلات  منها معالجة مشكلة الفقر بتشجيع العمل وتوسيع موارد الرزق: فلقد أقر الرسول كثير من الصناعات والحرف اليدوية التي كانت موجودة في المدينة لا سيما إذا عرفنا أن العرب كانت تحتقر بعض الحرف اليدوية ويرون أنها لا تليق إلا بالعبيد والضعفاء منهم,وقام باستصلاح الاراضي الزراعية  وإحياء الأرض الموتى ,
إذا كان الإسلام رغب في الإنفاق ودعا له وحث عليه ورتب على البذل والعطاء ما لم تحض به سائر الطاعات إلا أنه لم يدع الفقراء والمساكين يكتفون بعيشة الكفاف ويقنعون بفضول المال ما تقضي به حوائجهم ويسد به رمقهم، بل دعا إلى نفض غبار الكسل عن أبدانهم وطرح العجز عن عزائمهم بالسعي في مناكب الأرض طمعًا في الكسب الحلال والرزق الطيب
لقد لقّننا خير مربٍ صلوات ربي وسلامه عليه درسًا رائعًا في تأليف القلوب الغليظة واستمالة النفوس الشاردة ألا وهو بشاشة اللقيا وطيب المحيا ,وكم ربط لنا الاسلام المحمدي بين التكافل الاجتماعي ودرجة الايمان فمن اراد ان يلتمس ويعرف درجة ايمانه فليلتمس معاناة الضعفاء ويقضي حوائج المساكين اما من يعيش مع الناس ويشعر بآلامهم ويتوسد خوفهم وجوعهم ورهبتهم فحري به ان يكون مربياً وقائداً هذا غيض من فيض الرسول الاعظم صلى الله عليه واله لذلك نجد ان الرساليون السائرون على نهج الرسول الامجد قد دأبوا على التزود من فكره وعلمه وتداركه للحوادث والوقائع وصياغة الحلول , وهنا نجد سماحة المرجع الرسالي اية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " ان من الخيرة التي اقتدت بالرسول الكريم ونهجه الرصين من خلال الاتباع العقلي الشرعي الاخلاقي العلمي .

إذ انتهجت هذه المرجعية الرسالية أسلوب الدليل العلمي العقلي في الدعوة الى اتباع الحق ومن يمثله وهذا هو النهج الرسالي الالهي المحمدي الاصيل ..

السيد الصرخي الحسني ....والانتصار للرسول الاكرم القدوة والاسوة في بناء الامة المتكاملة


بقلم ابو زهراء
**********
يقول الكاتب الروسي (تولستوي):_( ومما لاريب فيه ان النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) كان من عظماء  الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الانساني خدمة جليلة ويكفيه فخرا انه هدى امة برمتها الى نور الحق وجعلها تجنح الى السكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية وفتح لها طريق الرقي والمدنية وهذا عمل عظيم لا يقوم به الا شخص اوتي قوة ورجل مثله لجدير بالاحترام والاجلال) .
ان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بعث من اجل اصلاح المجتمعات والسير بها الى نحو طريق الصواب و من اجل انقاذ الانسانية من الاستعباد الجاهلي واعطاء الحرية للانسان وتخليصه من الظلم واالتبعية لغير الله , وكذلك جعل تلك الامة المشتتة التي يسودها التناحر والتنافس جعلها امة واحدة موحدة تتمتع برباط الأخوة والمحبة والغاء كل الفوارق الطبقية والعرقية , حتى اصبحت امة متراصة قوية بالألفة والمحبة وتحول المجتمع المسلم الى مجتمع متكامل حريص على السير قدما الى نشر تلك المفاهيم السامية والتي ترفض كل العنف والظلم والاضطهاد .
وان هذه الامور لم تكن عائقا بوجه تلك الحركة الاصلاحية التي يقودها خير البشر محمد (صلى الله عليه واله وسلم) لانه أسس مجتمعا متكاملا من كل الجوانب الفكرية والنفسية والروحية مستندا على قائد  وهو الرسول الكريم وقانون رصين وهو القرآن الكريم يعطي السعادة والاستقرار للمجتمع وكان رسولنا الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم)  يؤكد على نشر الاخلاق الاسلامية الحميدة  التي تمنح ذلك المجتمع وهي السماحة والعفو وسعة الصدر والتزاور بين الاخوة والتواضع ومشاركتهم في كل الامور الى صفات كثيرة وعديدة شاركت في نجاح ذلك المجتمع .
 فكان ولازال لهذا الشخص العظيم والرسول الاكرم الاثر في نفوس العظماء من المسلمين وغيرهم من علماء ومفكرين والانتصار له بالقول والفعل والانتصار لمنهجه الواضح المَخلص من الضلال والانحراف والانتصار له والرد على كل من اساء له بالقول والفعل فعندما حصل الاعتداء على شخص الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) من قبل الجهلة والمنحرفين واهل الشرك والضلالة ومن يريد النيل من قداسته فكان كلام سماحة المرجع الديني الاعلى أية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) يحمل معاني الانتصار لقدسية الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)   في بيان رقم – 55 –(( نصرة الهادي الأمين ))

   (فانا نلزم أنفسنا للرد بكل ما نستطيع على المسيئين لشخص جدك الصادق الأمين صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وآله وسلم …..ولتكن النصرة الحقة بأسلوب حسن صادق رصين …..في الدرس والتدريس والتحصيل …..في طلب العلم وتحصين الفكر والقلب ونفوس المؤمنين …..وفي تأليف وكتابة وخطابة وحديث كله في تعظيم الصادق الأمين عليه وآله الصلاة والسلام والتكريم …..ولنكتب الشعر وننشد ونهتف ونرسم وننقش …..للنبي الكريم وحبه وعشقه الإلهي الأبدي ……لنستنكر العنف والإرهاب وكل ضلال وانحراف ولنوقف ونمنع وندفع وننهي الإرهاب الأكبر المتمثل بالفساد المالي والإداري والفكري والأخلاقي وكل فساد…..لنستنكر كل تطرف تكفيري وكل منهج صهيوني عنصري وكل احتلال ضّال ظلامي …..إذاً لنغيض الأعداء من المنافقين والكفار …..بالالتزام بالأخلاق الإلهية الرسالية وتوحيد القلوب والأفكار ومواصلة الإخوان مع عفوٍ ومسامحةٍ بصدقٍ وإخلاصٍ …..نعم للوحدة الحقيقية الصادقة الفاعلة …..وحدة الإسلام والرحمة والأخلاق …..وكلا وكلا وألف كلا …..وكلا وكلا لوحدة فقط وفقط الفضائيات والإعلام …..وحدة الكذب والنفاق والخداع …..وحدة الخيانة والقتل والسم الزعاف …..وحدة الإرهاب والتهجير والقتل والسرقة والفساد …..ولنتوحد تحت راية الإسلام …..لنتوحد تحت راية العراق ، ارض الأنبياء وشعب الأوصياء …..لنتوحد بالتحلي بالأخلاق الفاضلة النبوية الرسالية …..ولنبدأ من هذا اليوم يوم الأمل والفرج والعدل والإحسان ولنبذل كل الجهود في النصرة الحقة الحقيقية بأربعين ليلة ونهار …..لنصدق ونصدّق بالقول والفعل …..لبيك يا رسول الله …..))http://www.al-hasany.net/%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D9%82%D9%85-55-%D9%86%D8%B5%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D9%86   /

الجمعة، 27 ديسمبر 2013

الزيارة الاربعينية واحيائها المميز من قِبل المرجع السيد الصرخي الحسني


بقلم ابو زهراء
*************
ان دور المرجعية لا ينحصر ولا يتحجم بعمل معين وهو اعطاء الفتيا والقاء الدرس فقط "رغم اهمية الامرين " , بل التفاعل مع الامة والتعايش معها بصغائر الامور وكبيراتها  هو الدور الرئيسي للمرجع الرسالي الحقيقي وهذا ما وجدناها بابن العراق البار سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) فقد لمسنا الكثير من فضائله ومعطياته للأمة وكان فعلا الوريث الحقيقي لال بيت الرسالة سلام الله عليهم اجمعين بالقول والفعل.
 ومن هذه الامور التي لمسناها من سماحته ( دام ظله ) احياء الشعائر الحسينة وللأهمية  الكبيرة لهذه الشعائر نرى سماحته ( دام ظله ) يؤكد عليها وعلى احيائها بالصور الحقيقية التي تجعل منها حافزا ومحفزا لتوحيد ورص صفوف الامة وكانهذا التتاكيد من خالال مشاركة سماحته ( دام ظله ) للمعزين باللطم واعداد الطعام ايام عاشوراء التضحية والصمود وجعل براني سماحته ( دام ظله ) قبلة للمعزين خلال ايام شهري محرم وصفر.
 وكذلك شارك سماحته  ( دام ظله ) موكب محيي الشريعة القادم من مدينة الفهود التابعة لمحافظة ذي قار الى كربلاء المقدسة سيرا على الاقدام تعظيما لذلك السير المقدس وتكريما لجهوده بأحياء تلك الشعيرة المقدسة
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=383874 وكذلك زيارة سماحته ( دام ظله ) المرقدين المقدسين في يوم الاربعينة ليؤكد اهمية تعظيم الشعائر الالهية من خلال احياء المناسبات الدينية وزيارة المراقد المقدسة لأولياء الله الصالحين (سلام الله عليهم اجمعين) كونها تجسد التفاعل الحقيقي مع انتصار الحق والعدل والاصلاح على الباطل والظلم والفساد، و تأكيداً على ما خص الله تعالى من اجر وثواب جزيل لمن يحييها بفريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لتحقيق الاصلاح في امة جد الامام الحسين (عليه السلام) http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=384091 وفتح باب برانيته ليستقبل الزائر والوافدين الى قبر جده الامام الحسين سلام الله عليه والذين جاؤا من داخل العراق و دول اخرى لينهلوا من النبع الصافي  ويتزود ويتبركوا بسماحته ( دام ظله )

السيد الصرخي الحسني ....المنبر الحسيني وبناء المجتمع المتكامل

 بقلم ابو زهراء
***********
حظي المنبر الحسيني باهتمام واسع من قبل سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني (دام ظله )  لما له من دور فاعل في بناء مجتمع متكامل من جميع الجوانب " فكريا واجتماعيا وسياسيا " حتى يكون على أهبة الاستعداد لتلك الثورة المرتقبة بقيادة قائم ال محمد (عليه السلام) .
وعلى كل من يتصدى الى هذه المهمة اي " خطابة المنبر و نشر الوعي والارشاد الرسالي  " ان يكون مؤمن قوي شجاع  متحلي بالأخلاق الرسالية  وان يجعل من هذا المنبر الذي يعتليه مشعل لهداية المجتمع ويكون هو صادقا بالقول والفعل وهو اول من يطبق ما يقوله وان يكون داعٍ  حقيقي وان يجعل هذا المنبر هو الممهد والموضح والرابط بين تلك الثورتين " ثورة الامام الحسين سلام الله عليه والامام المهدي عجل الله فرجه ".

 ولهذا المعنى اشار سماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) بقوله : { ..الواجب الشرعي والاخلاقي والتاريخي يلزمنا جعل المنبر الحسيني محققا لأهداف الثورة الحسينية في نصرة الامام المنتظر (عليه السلام) وتحقيق الدولة الالهية المقدسة فيجب ان يكون المنبر الحسيني لسان الاخذ بالثأر والمحقق للأهداف والمؤسس للدولة الموعودة للأمام الحجة (عجل الله فرجه) والمخالف لهذا الفكر والنهج والمعين للمخالف بالمال والقول يعتبر مخالفا ومعاديا ومعرقلا لحركة التمهيد للظهور المقدس فهو مخالف للنهج الحسيني وللأهداف الحسينية فيكون من اعداء الحسين (عليه السلام) ومن رضي بعملهم فيكون في نار جهنم وبئس القرار فينطبق قول الامام الحسين (عليه السلام): ((من سمع واعيتنا او رأى سوادنا فلم ينصرنا ولم يغثنا كان حقا على الله عز وجل ان يكبه على منخريه في النار))نسال الله العلي القدير ان يجعلنا من السائرين على نهج الحسين (عليه السلام) المقطوع الوتين والساعين بعزم في تحقيق الظهور المقدس والنصرة لحامل شعار(يالثارات الحسين)(عليه السلام وعجل الله فرجه) ..}  .

الخميس، 26 ديسمبر 2013

نصرة الرسول الخاتم في فكر المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة


بقلم صفاء العبيدي
***************
 ان محاولة الوصول الى كنه اخلاق النبي الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ومعرفة شؤونه المختلفة هي محاولة غير ناجحة يقيناً لانه ذلك الانسان الكامل والشخص الذي أدبه ربه فأحسن تأديبه وهو من يصفه الله جلا وعلا بقوله "وانك لعلى خلق عظيم" , وأي خلق؟ واي نفس عظيمة وكبيرة؟ وهي نفس المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الذي تاهت به العقول وعجزت عن ادراك كنهه عباقرة الفن والادب فاين نحن من ذلك الجبل الشامخ والصرح المنيف ونحن اصحاب المعاصي والذنوب وكل قبيح وهو صاحب كل شيء حسن وكمال وعلو شأن وقداسة نفس .
إن الاقلام تقف عاجزة من ان تصل الى سفح علوه وارتفاعه والعقول تقف حائرة منبهرة بما حباه ربه الجليل من حسن السجية ودماثة الاخلاق وحسن الطبع ولين العريكة مع من يعاشر ويخالط فسلام الله وملائكته وجميع الانبياء والمرسلين عليه وعلى آله الطاهرين. ومن أجل بيان السيرة العطرة للحبيب المصطفى واستجابة لإمر سماحة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني الذي طالب الكل من كتابة البحوث التي تخص اخلاق ومنجزات وحياة المصطفى الامين صلواة الله عليه حيث اصدر سماحته بيــان رقم – 27 –((نصرة الصادق الأمين (عليه الصلاة والسلام والتكريم))) ...
{ ..لا يجوز شرعاً وأخلاقاً إقامة مسيرة أو تظاهرة أو موكب أو مجلس وتأسيسه أو التصدي للخطابة في مجلس أو الحضور في مجلس ، لا يذكر فيه جانب من جوانب شخصية النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وكراماته وأخلاقه وجهاده ومجاهداته ومنازله الحقيقية الواقعية الباطنية والظاهرية التكوينية والتشريعية . وهذا يعني أن الحكم الشرعي الأخلاقي (خلال شهري محرم وصفر ) صار يشمل ذكر بقية الله تعالى في أرضه الإمام المنتظر المنصور (عليه السلام وعجل الله فرجه ) وكذلك ذكر جده خاتم المرسلين والأنبياء المبعوثين النبي الأمين (صلوات الله وسلامه عليه وآله وعلى الأنبياء والمرسلين ) ..} .  http://4i.ae/ScmZ   
 ومن اجل ذلك شرع بعض المؤمنين في كتابة بحوث التي حَوت بعض اخلاق الرسول وبعض ماقام به من تكوين دولة الاسلام ووضع نظام لها وحثه على الاخوة والتكاتف ونبذ كل ما يفرق وتعزيز كل ما يجمع الشمل ويؤدي الى الوحدة وغيرها من الامور , ومن هذه البحوث ( السلسلة الماسية في نصرة الصادق الأمين و سيرته القدسية ) وتشمل :
الحلقة (1): ’المعاناة المحمدية في تبليغ الرسالة الإلهية‘
الحلقة (2): ’السيرة العطرة في أخلاق النبي الطاهرة‘
الحلقة (3): ’قيم السماء تتجسد في خاتم الأنبياء‘
 الحلقة (4): ’ومضات من تاريخ الرسول (ص)‘
الحلقة (5): ’الإقتداء بخاتم الأنبياء (ص)‘
الحلقة (6): ’محمد المصطفى (ص) المظهر الكامل لأخلاق السماء‘
الحلقة (7): ’الرسول الأعظم محمد بن عبد الله (ص) أسوة و قدوة‘
الحلقة (8): ’الغرب ينحني تعظيما للنبي محمد (ص)‘
الحلقة (9): ’قبسات نورانية من السيرة النبوية‘
الحلقة (10): ’رحيق من الرسالة المحمدية‘
الحلقة (11): ’رجل اصبح أمّة‘
 الحلقة (12): ’سيرة الرسول الأعظم (ص) مواقف و عبر‘
الحلقة (13): ’ومضات في الحركة الإصلاحية للنبي الخاتم (ص) و طرق نصرته‘

الحلقة (14): ’نبذة مختصرة من مواقف المحرر الأعظم و الرسول الأكرم محمد (ص)‘

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

صلح الإمام الحسن في منظور المرجعية العليا في كربلاء المقدسة


   نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام  في السابع من صفر , وهو ثاني إمام معصوم وقد تولى الخلافة والإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام علي عليه السلام , الأمر الذي دفع معاوية بن أبي سفيان أن يشن حرباً على الإمام الحسن من أجل أن ينال منصب الخلافة , ويكمل سلسلة الحروب التي كان قد خاضها ولأجل الهدف نفسه مع الإمام علي عليه السلام .
وقد مر الإمام الحسن عليه السلام بظروف قاهرة اضطرته لقبول الصلح مع معاوية الذي نجح في التغلغل في معسكر الإمام الحسن من خلال بذخ الأموال ودس العملاء في المعسكر وإثارة الفتنة بين الجنود وقلبهم ضد قائدهم الإمام الحسن , وهذا ما بينه سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في بحثه التاريخي ( صلح الإمام  الحسن عليه السلام ) www.al-hasany.net/Library/L.alhasany/m.alakaed/sulh%20alemam%20alhasan.rar   ( رابط تحميل الكتاب ) فقد وضح سماحته " دام ظله " دواعي الصلح وبالصورة التالية : { ... ... هناك أسباب كثيرة دعت إلى ذلك نذكر منها : ١- انحلال الجيش وانشقاقه حيث كان جيش الإمام فئات متعددة:
 أ- فئة بني أمية: وهم أبناء الأسر البارزة الذين لا يهمهم غير الزعامة الدنيوية منهم عبيد الله بن العباس حيث نصبه الإمام قائداً للجيش الإسلامي فأتصل به معاوية واخبره أن الحسن راسله وانه سيسلم له الأمر ومّناه بـ(ألف ألف) من الدراهم فالتحق بجيش معاوية ومعه ثمانية آلاف من الجند ،فأصبح الجيش بلا إمام جماعة وبلا قائد .
ومنهم زياد بن أبيه حيث حدثت بينه وبين معاوية مراسلات انتهت بادعاء معاوية أن زياداً أخوه ابن أبي سفيان علماً أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: { الولد للفراش وللعاهر الحجر } ، ولذلك أعلن زياد ولاءه لمعاوية وكان زياد والياً على قطع من فارس من قبل الإمام علي(عليه السلام)
ب- فئة الخوارج (الحرورية ) : يقول المغيرة بن شعبة عنهم إنهم لم يقيموا ببلد إلا افسدوا كل من خالطهم وقد استولوا على عقول السذج والبسطاء من الجيش بشعارهم الذي هتفوا به ( لا حكم إلا لله ) وهؤلاء يكّفرون كل من لم ينتم إِليهم فيستحيون نساء المسلمين وأموالهم ونفوسهم ولم يتورعوا عن القتل حتى ولو كان المقتول علي بن أبي طالب (عليه السلام ) أو كان المقتول الحسن بن علي (عليه السلام ) وقد فشلت محاولاتهم .
 ت- فئة المشككين : وهم الهمج الرعاع الذين ينعقون ويتبعون رؤساءهم حيث خان منهم ثمانية آلف والتحقوا بجيش معاوية كما خان رئيس ربيعة فبايع معاوية وبايعته عشيرته .
٢- السأم من الحرب وعدم حصولهم على الغنائم في تلك الحروب وهذا متتالية ، يفقد ولاء أهل الدنيا حيث يميلون على الأموال والمنافع الدنيوية .
٣- عامل الرشوة الذي اتبعه معاوية ووجد تقبلاً في معسكر الحسن ( عليه السلام ) حيث اشترى الذمم والضمائر والولاءات .
 ٤- عامل المناصب والوظائف المهمة والمواعدة للتزويج من بنات معاوية فوجدت هذه العوامل تقبلاً عند الكوفيين .
 ٥- الكتب والاتفاقيات التي أرسل معاوية منها للإمام الحسن( عليه السلام ) وكانت متضمنة لأسماء شخصيات بارزة ورؤساء عشائر مضمونها أنهم يواعدون معاوية متى ما طلب منهم ذلك ،وكان مضمون هذه الكتب : ١- مبايعة معاوية . ٢- خلع الحسن ( عليه السلام ) سرا أو جهرا . ٣ - تسليم الحسن ( عليه السلام ) لمعاوية .4- اغتياله وقتله متى ما طلب منهم معاوية ذلك .
 ٦- نهب أمتعة الإمام( سلام الله عليه ) وكان ذلك في عدة مناسبات : أ- حينما دس معاوية عيونه بين جيش الإمام ليذيعوا أن الزعيم قيس بن سعد بن عبادة قد قُتل فأنهم حينما سمعوا ذلك نهب بعضهم بعضا حتى إنتهبوا سرادق الإمام الحسن ( عليه السلام ) حتى إنهم نزعوا بساطاً كان للإمام جالساً عليه واستلبوا منه رداءه . ب- لما أرسل معاوية المغيرة بن شعبة وعبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن الحكم إلى الإمام ليفاوضوه في أمر الصلح فلما خرجوا من عنده اخذوا يبثون بين صفوف الجيش لإيقاع الفتنة فيه قائلين ( إن الله حقن الدماء بإبن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أجابنا على الصلح ولما سمعوا مقالتهم اضطربوا اضطراباً شديداً ووثبوا على الإمام( عليه السلام) فأنتهبوا مضاربه وأمتعته .
 ٧- تعرض الإمام(عليه السلام ) إلى ثلاث محاولات اغتيال : ١- كان يصلي فرماه شخص بسهم فلم يؤثر شيئاً لأنه كان مرتدياً درعاً ولأول مرة يرتديه . ٢- خطب فيهم بعد أن قالوا كفر الرجل وشدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى اخذوا مصلاه من تحته وشد عليه الأثيم عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه من عاتقه فبقي الإمام جالساً متقلداً سيفه بغير رداء ودعا ( عليه السلام ) بفرسه فركبه وأحدقت به طوائف من خاصته وشيعته محافظين عليه وطلب الإمام( عليه السلام ) إن تدعى له ربيعة وهمدان فدعيتا له فطافوا به ودفعوا الناس عنه وسار موكبه ولكن به خليط من غير شيعته فلما انتهى( عليه السلام ) الى مظلم ساباط بَدَر إليه رجل من أسد يقال له الجراح بن سنان فأخذ بلجام بغلته وبيده معول (سيف) فقال : (الله اكبر يا حسن أشركت كما أشرك أبوك من قبل) ثم طعن الإمام في فخذه . ٣- طُعن الإمام بخنجر في إثناء الصلاة .
 ٨- فقدان القوى الواعية التي تثقف الناس وتخرجهم من الضلالات والظلمات وتحصنهم من الشبهات وكيد المنافقين والملحدين والمارقين . وفي مقابل ذلك نذكر الأسباب الخاصة بمعسكر معاوية :- ١- كان جيش معاوية قوياً ذا ضخامة وقوة عسكرية . ٢- لم يشترك جيش معاوية بحروب إلا حرب صفين أما جانب الروم فقد عقد اتفاق صلح مع الروم . ٣- كان يبيح لجيشه كل شيء من سلب ونهب وكان يكثر لهم العطايا . ٤- كانت تحيط به حاشية من أهل الدنيا كان يغريهم ويغدق عليهم العطاء فكانوا يخلصون له ويشيرون عليه وينصحون بما يثبت كيانه . ٥- همجية وجهل جيشه حيث كان أحدهم لا يعلم أي طرفيه أطول ولا يفرق بين الجمل والناقة. ٦- استعانة معاوية بالخبرات الرومية بإدارة الأعمال الجاسوسية وإدارة الوسائل الإعلامية والدعائية له . ٧- اتفاق كلمتهم بالرغم من اتفاقهم على باطل كما مثل لذلك أمير المؤمنين وقال لأهل الكوفة : (( ما لكم تفترقوا على الحق ويتحد أهل الشام على الباطل )) .

 كل هذه الظروف اضطرت الإمام الحسن(عليه السلام) على الصلح حيث حفظ به بيضة الإسلام وما تبقى من الثلة المؤمنة من بقايا العترة الطاهرة والصحابة البررة وكذلك كشف الزيف الإعلامي الذي كان يستتر به الحاكم الأموي ...} .

ومن خلال هذا التوضيح لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يتبين لنا إن الإمام الحسن عليه السلام قد اضطر أن يقبل الصلح مع معاوية بن أبي سفيان , وكذلك يتضح لنا انه لم يبايعه كما يدعي البعض فالصلح شيء والبيعة شيء أخر , فالصلح هو هدنة أو اتفاقية توقع بين طرفين متخاصمين دون إتباع احدهما للأخر ومن أمثلتها صلح الحديبية , بينما البيعة هي الإقرار والاعتراف من قبل طرف بالطرف الأخر ومن أمثلتها بيعة قبائل الأوس والخزرج للرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم  ودخولهم الإسلام .

فكان هذا البحث لسماحة المرجع الديني الأعلى آي الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " من أروع البحوث وأفضلها التي كشفت الظلم والحيف الذي وقع على الإمام الحسن عليه السلام , وكشف حقائق ودوافع الصلح .

الكاتب :: احمد الملا  

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

الإمام الحسن عليه السلام ... بايع أم صالح معاوية ؟

 نعيش هذه الأيام ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام  في السابع من صفر , وهو ثاني إمام معصوم وقد تولى الخلافة والإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام علي عليه السلام , الأمر الذي دفع معاوية بن أبي سفيان أن يشن حرب على الإمام الحسن من أجل أن ينال منصب الخلافة , ويكمل سلسلة الحروب التي كان قد خاضها ولأجل الهدف نفسه مع الإمام علي عليه السلام .
وقد مر الإمام الحسن عليه السلام بظروف قاهرة اضطرته لقبول الصلح مع معاوية الذي نجح في التغلغل في معسكر الإمام الحسن من خلال بذخ الأموال ودس العملاء بين المعسكر وإثارة الفتنة بين الجنود وقلبهم ضد قائدهم الإمام الحسن , وهذا ما بينه سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " في بحثه التاريخي ( صلح الإمام  الحسن عليه السلام ) www.al-hasany.net/Library/L.alhasany/m.alakaed/sulh%20alemam%20alhasan.rar  ( رابط تحميل الكتاب ) فقد وضح سماحته " دام ظله " دواعي الصلح وبالصورة التالية : { ... ... هناك أسباب كثيرة دعت إلى ذلك نذكر منها : ١- انحلال الجيش وانشقاقه حيث كان جيش الإمام فئات متعددة:
 أ- فئة بني أمية: وهم أبناء الأسر البارزة الذين لا يهمهم غير الزعامة الدنيوية منهم عبيد الله بن العباس حيث نصبه الإمام قائداً للجيش الإسلامي فأتصل به معاوية واخبره أن الحسن راسله وانه سيسلم له الأمر ومّناه ب(ألف ألف) من الدراهم فالتحق بجيش معاوية ومعه ثمانية آلاف من الجند ،فأصبح الجيش بلا إمام جماعة وبلا قائد .
ومنهم زياد بن أبيه حيث حدثت بينه وبين معاوية مراسلات انتهت بادعاء معاوية أن زياداً أخوه ابن أبي سفيان علماً أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: { الولد للفراش وللعاهر الحجر } ، ولذلك أعلن زياد ولاءه لمعاوية وكان زياد والياً على قطع من فارس من قبل الإمام علي(عليه السلام)
ب- فئة الخوارج (الحرورية ) : يقول المغيرة بن شعبة عنهم إنهم لم يقيموا ببلد إلا افسدوا كل من خالطهم وقد استولوا على عقول السذج والبسطاء من الجيش بشعارهم الذي هتفوا به (لا حكم إلا لله ) وهؤلاء يكّفرون كل من لم ينتم إِليهم فيستحيون نساء المسلمين وأموالهم ونفوسهم ولم يتورعوا عن القتل حتى ولو كان المقتول علي بن أبي طالب(عليه السلام ) أو كان المقتول الحسن بن علي(عليه السلام ) وقد فشلت محاولاتهم . ت- فئة المشككين : وهم الهمج الرعاع الذين ينعقون ويتبعون رؤساءهم حيث خان منهم ثمانية آلف والتحقوا بجيش معاوية كما خان رئيس ربيعة فبايع معاوية وبايعته عشيرته .
٢- السأم من الحرب وعدم حصولهم على الغنائم في تلك الحروب وهذا متتالية ، يفقد ولاء أهل الدنيا حيث يميلون على الأموال والمنافع الدنيوية .
٣- عامل الرشوة الذي اتبعه معاوية ووجد تقبلاً في معسكر الحسن ( عليه السلام ) حيث اشترى الذمم والضمائر والولاءات .
 ٤- عامل المناصب والوظائف المهمة والمواعدة للتزويج من بنات معاوية فوجدت هذه العوامل تقبلاً عند الكوفيين .
 ٥- الكتب والاتفاقيات التي أرسل معاوية منها للإمام الحسن( عليه السلام ) وكانت متضمنة لأسماء شخصيات بارزة ورؤساء عشائر مضمونها أنهم يواعدون معاوية متى ما طلب منهم ذلك ،وكان مضمون هذه الكتب : ١- مبايعة معاوية . ٢- خلع الحسن ( عليه السلام ) سرا أو جهرا . ٣ - تسليم الحسن ( عليه السلام ) لمعاوية .4- اغتياله وقتله متى ما طلب منهم معاوية ذلك .
 ٦- نهب أمتعة الإمام( سلام الله عليه ) وكان ذلك في عدة مناسبات : أ- حينما دس معاوية عيونه بين جيش الإمام ليذيعوا أن الزعيم قيس بن سعد بن عبادة قد قُتل فأنهم حينما سمعوا ذلك نهب بعضهم بعضا حتى إنتهبوا سرادق الإمام الحسن ( عليه السلام ) حتى إنهم نزعوا بساطاً كان للإمام جالساً عليه واستلبوا منه رداءه . ب- لما أرسل معاوية المغيرة بن شعبة وعبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن الحكم إلى الإمام ليفاوضوه في أمر الصلح فلما خرجوا من عنده اخذوا يبثون بين صفوف الجيش لإيقاع الفتنة فيه قائلين ( إن الله حقن الدماء بإبن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وقد أجابنا على الصلح ولما سمعوا مقالتهم اضطربوا اضطراباً شديداً ووثبوا على الإمام( عليه السلام) فأنتهبوا مضاربه وأمتعته .
 ٧- تعرض الإمام(عليه السلام ) إلى ثلاث محاولات اغتيال : ١- كان يصلي فرماه شخص بسهم فلم يؤثر شيئاً لأنه كان مرتدياً درعاً ولأول مرة يرتديه . ٢- خطب فيهم بعد أن قالوا كفر الرجل وشدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى اخذوا مصلاه من تحته وشد عليه الأثيم عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه من عاتقه فبقي الإمام جالساً متقلداً سيفه بغير رداء ودعا ( عليه السلام ) بفرسه فركبه وأحدقت به طوائف من خاصته وشيعته محافظين عليه وطلب الإمام( عليه السلام ) إن تدعى له ربيعة وهمدان فدعيتا له فطافوا به ودفعوا الناس عنه وسار موكبه ولكن به خليط من غير شيعته فلما انتهى( عليه السلام ) الى مظلم ساباط بَدَر إليه رجل من أسد يقال له الجراح بن سنان فأخذ بلجام بغلته وبيده معول (سيف) فقال : (الله اكبر يا حسن أشركت كما أشرك أبوك من قبل) ثم طعنالإمام في فخذه . ٣- طُعن الإمام بخنجر في إثناء الصلاة .
 ٨- فقدان القوى الواعية التي تثقف الناس وتخرجهم من الضلالات والظلمات وتحصنهم من الشبهات وكيد المنافقين والملحدين والمارقين . وفي مقابل ذلك نذكر الأسباب الخاصة بمعسكر معاوية :- ١- كان جيش معاوية قوياً ذا ضخامة وقوة عسكرية . ٢- لم يشترك جيش معاوية بحروب إلا حرب صفين أما جانب الروم فقد عقد اتفاق صلح مع الروم . ٣- كان يبيح لجيشه كل شيء من سلب ونهب وكان يكثر لهمالعطايا . ٤- كانت تحيط به حاشية من أهل الدنيا كان يغريهم ويغدق عليهم العطاء فكانوا يخلصون له ويشيرون عليه وينصحون بما يثبت كيانه . ٥- همجية وجهل جيشه حيث كان أحدهم لا يعلم أي طرفيه أطول ولا يفرق بين الجمل والناقة. ٦- استعانة معاوية بالخبرات الرومية بإدارة الأعمال الجاسوسية وإدارة الوسائل الإعلامية والدعائية له . ٧- اتفاق كلمتهم بالرغم من اتفاقهم على باطل كما مثل لذلك أمير المؤمنين وقال لأهل الكوفة : (( ما لكم تفترقوا على الحق ويتحد أهل الشام على الباطل )) . كل هذه الظروف اضطرت الإمام الحسن(عليه السلام) على الصلح حيث حفظ به بيضة الإسلام وما تبقى من الثلة المؤمنة من بقايا العترة الطاهرة والصحابة البررة وكذلك كشف الزيف الإعلامي الذي كان يستتر به الحاكم الأموي ...} .
ومن خلال هذا التوضيح لسماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " يتبين لنا إن الإمام الحسن عليه السلام قد اضطر أن يقبل الصلح مع معاوية بن أبي سفيان , وكذلك يتضح لنا انه لم يبايعه كما يدعي البعض فالصلح شيء والبيعة شيء أخر , فالصلح هو هدنة أو اتفاقية توقع بين طرفين متخاصمين دون إتباع احدهما للأخر ومن أمثلتها صلح الحديبية , بينما البيعة هي الإقرار والاعتراف من قبل طرف بالطرف الأخر ومن أمثلتها بيعة قبائل الأوس والخزرج للرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم  ودخولهم الإسلام .
فكان هذا البحث لسماحة المرجع الديني الأعلى آي الله العظمى السيد الصرخي الحسني " دام ظله " من أروع البحوث وأفضلها التي كشفت الظلم والحيف الذي وقع على الإمام الحسن عليه السلام , وكشف حقائق ودوافع الصلح .


الكاتب :: احمد الملا