بقلم / علي الواسطي
******************
دأب أعداء الدين على مر التاريخ الى الإساءة
والانتقاص من الدين بشتى السبل والوسائل ، وأعداء الدين في الغالب هم طلاب الدنيا التي
يطلبونها طلبا محضا ولا يريدون وجه الله تعالى في شيء ، وهؤلاء إنما يعادون الدين لأنه
يقف حائلا أمامهم عن ان يتصرفوا او يعتدوا عل حقوق غيرهم حيث يتوعدهم الدين بأنهم إن
خالفوا تعاليمه ووصاياه فإنهم سيكونون تحت مطرقة الحساب والعقاب الشديد ، وطلب الدنيا
المحض يتعارض مع الدين بكل تأكيد لان الدنيا انما هي متاع الغرور وليست هي الغاية والهدف
من خلق الانسان ،
والقضية الاخطر في الاساءة للدين عندما
يسيء اهل الدين او من يحسب نفسه من اهل الدين فيسيء للدين ، اي عندما يتلبس بزي الدين
ويجعل نفسه من القديسين ويتصرف بتصرفات خارجة عن تعاليم الدين فان هذه الإساءة تعد
اخطر وأعظم لان العوام ستنظر الى رجل الدين وتراه يسيء فتفقد الثقة بالدين برمته فيخرجون
عن طاعة الله ولزوم أوامره ،
وما نراه اليوم في عراقنا الحبيب من نفور
عام من قبل الناس العوام من الدين ومن أهل العمائم خصوصا ممن دخل العملية السياسية
ومارس السياسة في العراق بعد سقوط بغداد ، حيث ما ان تفتح موضوع حول السياسة إلا وقد
انجر الحديث عن الفساد المالي والإداري والأخلاقي لأهل السياسة وخصوصا أهل العمائم
في البرلمان او في مجالس المحافظات ، ويبدأ الضحك والاستهزاء وتسخيف هؤلاء ممن نسب
نفسه لدين محمد صلى الله عليه واله وهو منهم براء ، حيث فاحت الروائح النتنة لفضائحهم
وفسادهم فمنهم من يحمل اكثر من جنسية ويتقاضى اكثر من راتب ويتهرب من دفع الضرائب ،
ومنهم من يطبق هذه المقولة ( حتى تصير في المقدمة يجب ان تحافظ على المؤخرة ) فيصرف
الملايين لإجراء عملية لمؤخرته التي ذاع صيتها واشتهر ، الى غير ذلك
وما أود قوله هنا ان السياسة اليوم لا دين
لها ولا أخلاق ، ومن أراد ان يدخل فيها وهو من اهل الدين فلماذا لا يخلع الزي الديني
حتى لا يسيء إليه إن كان يعتقد فعلا بهذا الدين ، اما ان كان يرتدي الزي لان به يخدع
الناس ويستغله في تحقيق مآربه ومصالحه فسود الله وجهه ووجه من يدعمه ويسنده ويدعو ويروج
له ، يقول احد رجال السياسة في وقتنا الحالي عندما سؤل عن تداخل السياسة بالدين ((
لو عاد الامر لي لمنعت دخول المعممين الى البرلمان ومن الترشيح، فانا طبيب مثلا فهل
علي ان ادخل البرلمان بصدرية الطب؟ ان هذا نوع من التسويق للنفس .... ))
وأتمنى على الشعب العراق وخصوصا من له غيرة
على دينه ، على مبادئه ، على أخلاقه ، على مذهبه ، أن يدعو بكل قوة ويضغط على مجلس
النواب بان يصدروا قوانين تفرض على من يرتدي الزي الديني خلعه قبل الدخول الى العملية
السياسية وعند الدخول الى العملية السياسية وعند الدخول من بوابة المنطقة الخضراء وبدء
الكلاب البوليسية ( أجلكم الله ) بتفتيش هؤلاء وشمهم ، وليرتدوا أي لباس واي زي غير
الزي الديني ما داموا من اهل السياسة ، وهم لو كان لديهم غيرة على دين النبي عليه الصلاة
والسلام لخلعوا الزي الديني وارتدوا ما يرتديه اهل السياسة حتى لا تنجر الاساءة الى
الدين عندما يفشلون او يفسدون ، وهذا ما عشنا مرارته خلال هذه السنين العجاف التي مرت
على العراق المظلوم وما رأيناه من فشل ذريع وفساد قبيح ابطاله من تلبس بزي الدين ومن
يحكي باسم الدين او المذهب والاسلام ،
من هنا نرى سماحة المرجع الديني الاعلى
السيد الصرخي الحسني دام ظله الشريف ومن باب حرصه وخوفه على دين محمد صلى الله عليه
واله يدعو ويطلب ويطالب بتشريع قوانين في مجلس النواب تمنع السياسي من ارتداء الزي
الديني ما دام هو من اهل السياسة ويمارس العمل السياسي ،
فهل رشح نفسه هذا السياسي المعمم الى البرلمان
ودخل العملية السياسية من اجل ان يقيم المجالس او يعقد القران او ياخذ خيرة لاعضاء
البرلمان مثلا ؟ ، انت عملك سياسة اخلع الزي الديني واعمل بالسياسة ، ومن باب الشيء
بالشيء يذكر يحكى ان مرجعا من مراجع الدين في العصر السابق رأى معمما يأكل في الشارع
( والاكل في الشارع امام الناس فيه خدش للمروءة والهيبة لرجل الدين ) فنزل عليه وأخذ
منه العمامة وقال له هذه لنا وانت ابقى كل في الشارع ومارس ما تشتهيه نفسك ،
ونحن اليوم نحيي سماحة السيد المرجع الصرخي
الحسني دام ظله على مواقفه الوطنية الرسالية ومطالباته المتكررة ونداءاته المتوالية
في بياناته ومحاضراته لكل من وضع نفسه في موضع المسؤولية الدينية والسياسية بان يلتفتوا
للناس وما تعانيه وما تريده ويبتعدوا عن كل ما يؤذي الناس من المهاترات من الصراعات
من الفساد الذي نخر في جسد الامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق